-
-
ثُمَّ خُذْ قِنِّينَةَ الدُّهْنِ وَصُبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. ثُمَّ افْتَحِ الْبَابَ وَاهْرُبْ وَلاَ تَنْتَظِرْ». (ملوك الثاني3:9)
كانت التَّعليمات الواردة في هذه الآية دقيقةً جداً، لكنَّنا لا نعرف لماذا أُعطِيت بهذه الطريقة. الحقيقة هي أنَّ الربَّ لم يتوقف أبدًا عن الأمر بعملِه. تحدث الأحداثُ المؤسفة في حياتِنا بسبب عصيانِنا لأوامِره. ولكن إذا وفينا بها، نحقِّقُ الفهمَ الذي لا يُمكن الوصول إليه بغير ذلك. عندما نستسلم للخدمَة في بيتِه، نكتشف أنَّنا نتصرَّف بطريقةٍ حكيمةٍ وأنَّ العليَّ يوجِّهنا ويَحفظنا.
كان التَّوجيه المُعطى لتلميذ النَّبي هو أن يأخذ قارورة الدُّهن ويسكبها على رأس ياهو. يعرفُ الله سببَ اختياره لأناسٍ معيَّنين لتحقيق خطَطه. جميعُ الذين استخدمهم قالوا إنَّهم لم يَسعوا إلى مثل هذه المسؤولية تقريباً. حتى أنَّ البعضَ اختبأ مثل شاول. جاهدَ آخرون ولم يتركوا القاربَ فقط، بل تركوا كلّ شيء لأنَّ يسوع لديه كلام الحياة الأبديَّة (يوحنا68:6).
كان أمرُه هو إعطاء الرِّسالة، لمَسح ياهو- وليس قائداً آخر- ثمَّ الفَرار، ربّما لأنَّ الجميعَ رغبوا في شُغل هذا المَنصب. يجب أن نكون متيقِّظين لقراراتِ العليِّ دائماً، لأنَّه في بعضِ المُناسبات، يُعطي مثل هذه الإرساليَّات، حيث يُمكن فقط للذين دعاهم أن يسمعوا الدَّعوة. في بعض الأحيان، يكون الشَّخص المختار هو الوحيد الذي يعرف عن اختياره.
كان من المفترض أن يفتحَ المتدرِّب البابَ ويهرب بعد إيصال رسالة من الله. لا تتعجَّب من أمرٍ مثل هذا. اليوم، في كثيرٍ من الأحيان، يتمُّ إرسالنا لفعلِ الشَّيء نفسه، والشَّخص الذي هو موضوع الرِّسالة لا يتخيَّل حتى ما سوف يستمعُ إليه. أولئك الذين يتكلَّمون كثيرًا لا يُمكن أن يستخدمَهم الربُّ، لأنَّهم على الأرجح لن يفعلوا كما أُمِروا بدقّةٍ. في حالة ياهو، إذا كان لدى الآخرين معرفة بالخطة الإلهيَّة لحياتهِ، فيُمكنهم منعه من تولّي مسؤولية حكومة الأمَّة.
لا ينبغي أن يوقف المتدرِّب شيئًا، بل يدع المسحَة تُكمِل عملها بنفسِها. إذا تباطأ الخادم في أداء واجبِه، فقد يتحدَّث غرورُه بصوتٍ عالٍ جدًّا، وقد لا يفعل ما أمِرَ به أو لا يتبع الإرادة الإلهيَّة. عندما يضع الإنسانُ اعتباراته في المقام الأوَّل، فإنَّه يتحدَّث دائماً بما يتجاوز ما يجب عليه، وبالتالي يميل إلى إفساد أوامر الله. يجب أن يأتي التَّفسير من الربّ.
ما عليك سوى إعطاء الرِّسالة كما وضَع الله في قلبك، دون إضافة شيءٍ. لا تفكِّر في أيِّ شيءٍ، احتفِظ بما قيلَ لك فقط. ليس من الضَّروري محاولة مساعدة شخصٍ ما على فهمِ سبب تحدّث الله عن شيءٍ ما أو إرشادك لفِعل شيءٍ معيَّن. الآن، يعرف العليُّ كيف يوجِّه عمله. إذا لم يُرشدك إلى أيّ شيء غير إيصال الرِّسالة، فالتزم بتوجيهاتك السَّابقة.
هناك حقيقة مهمَّة أخرى وهي مراعاة كلِّ كلمةٍ يقدِّمها الربُّ من خلالِك. لأنَّه سيتمُّ الوفاء بها جميعًا، فهو مُلتزمٌ بكلِّ ما يُعلنه، وليس بما يخترعه خادمه أو يتحدَّث به لأيِّ سبب آخر. سوف يزوِّدك الله، في المسيح يسوع، بكلِّ احتياجاتك. لذلك، هيِّء نفسَك كي تُستخدم بطريقةٍ غريبةٍ أيضًا..
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز