إِنْ صَعِدَ هذَا الشَّعْبُ لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، يَرْجعْ قَلْبُ هذَا الشَّعْبِ إِلَى سَيِّدِهِمْ، إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا وَيَقْتُلُونِي، وَيَرْجِعُوا إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا». (ملوك الأول27:12)

أسوأ شيءٍ هو أن تدعَ عقلك يقرِّر مستقبلك. لقد كان على الخالق أن يبتعدَ عن الإنسان بعد خطيئة آدم. وبدونه- النُّور الذي يبيِّن لنا الطَّريق- ليس لدينا فهمٌ لِما هو أفضلُ طريقٍ نتَّبعه. لذلك، ليس لدينا الشُّروط في أنفسنا لنعرف ما إذا كان ما نعتبره صحيحًا يأتي من أنفسِنا أو من روحٍ نجِسة. وحده الربُّ يستطيع مساعدتنا في التَّمييز.

حصلَ يرُبعام على بركة العليِّ ليؤسِّس مملكة السَّامرة، لكنَّه لم يهتمَّ بمخافة الربِّ. وهكذا، قرَّر أن يصنعَ عجولًا ذهبية وأن ينغمِس في السِّحر، مسترشداً بالأرواح الشِّريرة. الطريقة الوحيدة لابتعادِك عن الشَّيطان هي أن تُحافظ على وصايا الربِّ وتحفظها؛ إذا فعلنا ذلك، سيكون لدينا النُّور اللَّازم لاتِّخاذ خياراتٍ حكيمةٍ.

يجب على الإنسان أن يراقبَ مواقفه. إذا لم يكن مصدرَ وحيَه آتٍ من الكلمة، فيجب رفضَه. الفهمُ الذي يأتي من الاستماع إلى الكلمة هو صوتُ الله مُخاطباً قلبك. تجاهل أيَّ تناقض مع الكتاب المقدَّس ولا يأتي بفرح يفيض في كيانك. تفرحُ روح الإنسان، عندما يشعر بالحضور الإلهيّ، وفي نفس الوقت تعرف إن كان الله هو المتكلَّم.

يا لَها من خيبة أملٍ عظيمةٍ سبَّبها يرُبعام في السَّماء! كان من المُمكن أن يكون داود آخر، لكنَّه فضَّل الخطيئة، فوبَّخه الله. حدثَ الشَّيءُ نفسه مع العديد من الأشخاص الذين وضعَهم العليُّ في موقع القيادة أو البركة للبشرية. لكن للأسف، تمَّ استبعاد الكثير من الأشخاص لأنَّهم أحبُّوا شخصاً آخر غير شريك الحياة، وفُتِنوا بالثَّروات، وهموم الحياة، وطموح الأشياء المختلفة.

لا تخفْ أبدًا من أيِّ شيء غير آتٍ من الله، بل ارفض أدنى فكرة تتعارض مع الكتاب المقدَّس. الآن خدَّام الربِّ لن يَنخدعوا أبدًا. ولكنَّ الذين يخدمون مصالحهم الخاصَّة، أو مصالح أقاربهم، يظهرون إجراءاتهم السَّيئة. للأسف هناك أناسٌ أعدَّهم الآبُ، لكنَّهم ضلّوا. السُّؤال هو: لماذا لم يكونوا أمناء؟

ينفِّذ الخدَّام المُطيعون غرَضَ العليَّ، وبالتَّالي فهم محصَّنون ضدَّ شرِّ العدوِّ، ما لم يَسمحوا له بالتَّدخل في حياتِهم. هناك سرٌّ واحدٌ فقط: عدم الابتعاد عن خِطط الربِّ. أولئك الذين يكرِّسون أنفسَهم لتنفيذ أوامر العليم هم على الطريق الصَّحيح، ولكن الذين يحتقرونه يظلُّون مُخطئين.

كما تتخيَّل نفسك، هكذا يحدث. انظر إلى مصدر أفعالِك وافعل ما يأتي من الله فقط. من يُريد أن يعرف إرادة الربِّ لن يكونَ موضع شكٍّ. الآن أولئك الذين تأثروا بالعالم سوف يبكون دماً إلى الأبد. من ستُطيع؟ ماذا سيكون مصيرك الأبدي؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز