اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ الْكَلاَمُ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ، إِذْ قَدْ صِرْتُمْ مُتَبَاطِئِي الْمَسَامِعِ. (عبرانيين11:5)

السَّبب في احتمال وجود خطايا وإخفاقات لا تُعَد ولا تُحصى من كلِّ الأنواع وسط العديدِ من الجَماعات المسيحيَّة هو عدمُ وجود تعاليم صحيحة عن الكتاب المقدَّس، أو إهمال بعض النَّاس في الاستماعِ إلى ما يقوله الربُّ لهم. لا يستطيع القديرُ أن يفعل أيَّ شيء يتجاوز ما وعدَنا به. لذلك، فإنَّ أحد أسباب الوصيَّة بالكرازة هو أن يتعلَّم النَّاس حقوقَهم في المسيح والمُطالبة بها.

أدّى عدمُ الاهتمام بما يعلّمه الكتاب المقدَّس عن الصَّحة إلى جعل الكثيرين عاجزين عن العمل دائمًا، في العلاجات الطبيَّة والنَّفسية، أو الرَّحيل باكرًا إلى الأبدية. من لا يفعل كلَّ شيءٍ ليبارك اسم الربَّ يفتحُ البابَ للشَّيطان ليهاجمه وبالتَّالي يُهزم بشرّه. تحذيرُ يسوع هو: هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ (رؤية11:3).

التَّفسيرُ الوحيدُ لبعض المَسيحيين الذين يفتقرون إلى الرَّخاء هو الإهمال في العشور والتَّقدمة ودعم العَمل الإلهي. عدمُ تنفيذ المَراسيم السَّماوية المتعلِّقة بعملِ الله يمنعُ قدرة العليِّ على تنفيذِ وعودِه. من لا يطيع ما يقوله الربُّ، كلَّما احتاج، سيَرى أنَّ إغفاله أو تمرُّده يجعل من المُستحيل على اليَدِ الإلهيَّة أن تعملَ لصالِحه.

إنَّ الإهمال في البَقاء عفيفًا ومقدَّسًا ومكرَّسًا لله القدير يجعلُ الأمورَ الدُّنيوية تغزو الكنيسة، وتفسِد المجتمع، وتترك الضَّالين مسجونين روحيَّاً. إذا فقدَ أبناءُ الله حماسَهم لكلمته، تبدأ أعمالُ العدوِّ في التَّكاثر. إنَّ عدم اهتمام المَسيحيين بتقديم أنفسِهم كفعلةٍ مُكرَّسين للإنجيل يترك ثغرة أمام التَّجارب لمقاومة قوَّة الله ومحاولة السَّيطرة عليها.

لا يُمكن أن تكون كنيسة يسوع عقيمة بدون تحرير الخطأة وحلّ المشاكل. يجب أن تكون سفارة الحقّ، حيث يعملُ الله باستمرار؛ مكانُ الخلاص، حيث كلِّ المشاكل قابلة للحلِّ في الربِّ. ولكن بما أنَّ شعبه لم يتعلَّموا الحقَّ، فقد تركَ العديدُ منهم أنفسَهم تحتَ قيادة الإغراءات فوقعوا في الخطيئة، مسبَّبين العارَ لعمل الآبِ السَّماوي.

المُهملون يدفنون المواهبَ التي قد تقودهم إلى اختبارِ أفضل ما يمنحَه اللهُ (متى 25.25 - 27). إنَّ إهمال الكثيرين جعلهم يصبحون عبيدًا للشَّيطان، ملأهَم بكلِّ أنواع الأخطاء والمعاناة. في اليوم الأخير، الذي سنُحاسَب فيه، سيَرون كم سيُكلف عدم الغيرة لِما أوحى به الله لهم. يُعتَبر دفنُ الموهبة من أسوأ الخطايا التي يُمكن أن يرتكبها شخصٌ ما.

لا تدع الشَّيطان يتركك مهمِلاً في عملِ الله. في الكتاب المقدَّس، تكتشف ما يُفترض بك أن تفعله. لذلك لا تقبلوا إيحاءاتِ الشَّر. الربُّ ليس إلهُ تشويشٍ وما قاله لك سيبقى مشيئته لحياتك إلى الأبد (1 كو33:14).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز