-
-
مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، (متى37:10)
يجب أن يُؤخذ هذا التَّحذير الذي وجَّههُ الربُّ على مَحمل الجدَّ، لأنَّه لا ينبغي لأحدٍ أن يقبل اعتبار نفسِه غير مستحقّ ليسوع. ومع ذلك، عثرةً صغيرةً تضعنا في وضعٍ روحيٍّ سيّء فعلاً. لذلك من سيهتمّ بنا؟ افعل كلَّ شيء حتى لا يجعلك الشِّرير بين يديه. اقبل أنَّك تستحقّ أن يكون يسوعُ صديقًا ومخلِّصًا، لأنَّك لا تستطيع العيشَ بدونِه.
السَّيد لا يُخبرك أن تحتقرَ أباً أو أماً أو ابناً أو ابنةً، ولكن عليك أن تحبَّه أكثر من أيِّ شخصٍ عزيزٍ عليك. عندما تكون محبَّة الله أقلَّ ممَّا نكرِّسه لأيِّ شخصٍ أو منظَّمة، يحدثُ شيءٌ خاطئ جدًا في العالم الرُّوحي- لأنَّنا نُحسَب غير مستحقِّين للارتباط به. أولئك الذين يستمرُّون في ملكوت الله، هم الذين يحبُّون الربَّ حقًا، أكثر من أيِّ شخصٍ آخر.
إنَّ الخاطئة التي كسرَت قارورة الطِّيب وسكبَت العِطرَ الكثيرَ الثَّمين على جسَدِ يسوع. رأى يهوذا، الخائنُ واللِّص أيضًا، أنَّ هذا المُنتَج له قيمة كبيرة واشتكى من هذا الهدرِ. لم يفعل ذلك من أجلِ محبَّته للسَّيد (يو12: 3-6). فكلَّما اشتكى "مسيحيٌّ" من اضطرارهِ لإعطاء التَّقدمة للكنيسة، فإنَّه يُثبت أنَّه لا يحبَّ الآب، فلو كان يحبّه، لفعل ذلك عن طيب خاطرٍ. إنَّ تبشير الضَّالين هو أكثر ما يُرضي الله، وستعود تقدماتك مضاعفة دائماً (لوقا38:6).
إنَّه لأمرٌ لا يصدَّق ما يفعله معظم الآباء من أجلِ رفاهيَّة أطفالِهم. على سبيل المثال، حتى يكون لهم مستقبلاً أفضل، يضعونهم في أفضل المدارس أو الكليَّات. أنا لا أقول إنَّ هذا شيءٌ خاطئ. فهم يتصرَّفون بهذه الطريقة حتى عندما يصبح الأطفال راشدين، لعلَّهم يحصلون على وظيفةٍ جيدة ويعيشون بشكلٍ جيِّد. المُحزن هو أنَّه في كثيرٍ من الأحيان، لا يفكِّر الآباء في الفرح الأبديّ للأبناء؛ فقط الزَّمني. الآن، إذا لم يخدم هؤلاء الابناء الله، فسيتمّ إدانتهم للهلاك الأبدي.
أولئك الذين يحبُّون يسوع يُستثمَرون في تبشير العائلة والأصدقاء والأشخاص الآخرين. أولئك الَّذين يحبُّونه يزورون النَّاس في المستشفيات، ويبحثون عن الضَّالين للحديث عن الخلاص، ويَسعون لتقديم شهادة حسَنة. للأسف، هناك الكثير ممَّن لم يولدوا ثانية، ويؤهِّلون أنفسهم كمسيحيين وحتى "يكرزون" بالإنجيل. بالنِّسبة للذين لا يحبُّون المُخلِّص، فإنَّ الرِّبح المالي أهمَّ من أيِّ شيءٍ آخر. وماذا عنك؟
سأل يسوعُ بطرس عمَّا إذا كان يحبُّه أكثرَ من التَّلاميذ الآخرين، وكان الجواب نعم (يو15:21). عندما كرَّر السُّؤال ثلاث مرَّات، اعترف بطرس أنَّ يسوع يعرف كلَّ شيء (الآية ١٧). من وقعَ في الخطيئة يجب أن يُثبِت أنَّه يحبُّ السَّيد. لذلك، إذا كان الشَّخص متزوِّجًا، فعليه أن يبحث عن نصفِه ويُخبره بما فعله؛ إذا كان الشَّخص أعزب، فعليه أن يعترف بذلك لوالديه. إذا قال، كعذرٍ، إنَّه لن يخبرهم لأنَّه لا يريد رؤيتهم يتألَّمون، فهو لا يحبُّ الربَّ، لأنَّه الحقّ؛ لذلك فهو لا يستحقّه.
يُثبِت تفانيك في عملِ الله ما إذا كنتَ تحبُّ الربَّ أم لا. كم تستثمر في التَّبشير؟ ماذا تفعل شخصيّاً لصالح الضَّال؟ عندما تتعرَّض للتَّجربة، ما هي إجابتك؟ هل أنتَ قادرٌ على الكَذِب من أجل "إنقاذِ نفسك"، أو إذا أخطأتَ، فهل تعترف وتدفع الثَّمن؟ ما هي الدَّرجة التي تمنحَها لنفسِك فيما يتعلَّق بما تفعله للعملِ الإلهيِّ؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز