-
-
وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ. (رومية17:16)
لدينا توجيهٌ للتَّخلي عن مجموعة معيَّنة من النَّاس، والتي أصبحت مسيئة وخطيرة. على الرُّغم من أنّهم كانوا مستنيرين بالفعل، إلَّا أنَّهم سمَحوا لأنفسهم أن ينقادوا بأكاذيب العدوِّ، وبالتَّالي فقدوا الشَّركة مع الله. الآن، يستخدمهم الشَّيطان لتعزيز الخلافات في العَمل الإلهي. البعضُ لديه صوتٌ رقيقٌ، ويبدو ودودًا، لكنَّه قادر على طاعة الشَّيطان ومساعدة الأحمق ماديًاً.
هؤلاء الأفراد يشكِّلون خطورة على الإيمان بيسوع. حثَّ بولس الإخوة على ملاحظتهم وتجنُّبهم. الشَّيطان خبيثٌ، ونفس الشَّيء يُقال عن المُتحالفين معهم. في عملِ الله، يجب أن يكون هناك سلامٌ وتناغم واحترام للاختلافات، كما هو الحَال في مختلف الخدمات. أولئك الذين وضعوا أنفسهم في حالة دينونة خدَّام الله سيدفعون ثمنًا باهظًا لقيادة الضُّعفاء نحو الهلاك.
في لحظةِ ضعفٍ، حتى أعظم قدِّيسٍ لله يُمكن أن يكون ضحيَّة لهؤلاء الحمقى. حدث ذلك مع النَّبي الذي ترك يهوذا ليتنبأ على المذبح الذي بناه يربُعام. لا شكَّ أنَّه كان نبيًا حقيقيًا، لكنَّه سَمِع نبيًّا عجوزًا كاذبًا في منتصف الطريق، فقتله أسدٌ (1مل 13). كُنْ حذراٍ، فهناك العديد من "الأنبياء" القدامى والكاذبين في كلِّ مكانٍ.
هناك آخرون يروجون للعثرات. لقد ضلُّوا تمامًا، وأكثر ما يُريدونه هو إبعاد الآخرين عن طريق الربِّ. البعضُ متعطِّش للدَّعارة، والرِّبح السَّهل، والإثراء بالسِّياسة وفي مجالاتٍ أخرى. هؤلاء النَّاس لا يدَّخرون جهداً لتحقيق أهدافهم. إذا تمَّ استجوابُهم، فهم لا يهتمُّون بهلاكِ شخصٍ ما، ويُجيبون على ذلك، بما أنَّهم صالحون، فلن يَدينهم الله.
الأمرُ هو أن نتجنَّب هؤلاء. إذا كنتَ لا ترى أيَّ ضررٍ في الانضمام إليهم على طاولة أو في أماكن أخرى، لأنَّهم أصدقاؤك، فأنت تخالف الوصيَّة الكتابيَّة، بحيث تصبح مثلهم. من يحبُّ يسوع يبقى بعيدًا عن هؤلاء الحَمقى. من يظنُّ أنَّه بالغٌ بما يكفي لعدم إطاعة هذا الأمر لا يعرف معنى محبَّة الله ويعمل أيضًا ضدَّ عقيدة الإيمان.
الشَّخص الذي لديه عادة التَّعليق على الضَّعيف الذي يتعثَّر، يتسبَّب بلا شكّ في عثرة، لذلك يحذِّرهم المعلِّم من أنَّهم سيدفعون ثمناً باهظاً مقابل ذلك (لوقا 17، 1، 2). لا تدع فمك يتكلَّم بالشَّر عن أيِّ خادم من خدام العليِّ، لأنَّك إذا فعلت ذلك، فسوف تدفع ثمناً باهظاً للتسبُّب بعثرة المؤمنين الصِّغار في الربِّ. الأفضلُ هو الهروب من الذي يسبِّب الفرقة والعثرات.
إذا كان من الصَّعب أو المستحيل الابتعاد عن الذين يبقون على أبواب الكنيسة أو زوايا الشَّوارع يتحدَّثون بالسُّوء عن الذين سقطوا، صلِّي حتى يتمكَّن الآب من إبعادهم عنك وعن كنيستك، وألَّا يلوّث مثالهم السَّيئ أيّ شخص. لا يفرح هؤلاء "الأولاد الأجانب" إلَّا عندما يضلُّوا البعض عن طريق الله. بينما لا يزال لدينا الوقت، يجب أن نفعل الخيرَ للجميع، ولاسيَّما أهل الإيمان (غل 6، 10).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز