-
-
هَلْ خَزُوا لأَنَّهُمْ عَمِلُوا رِجْسًا؟ بَلْ لَمْ يَخْزَوْا خِزْيًا، وَلَمْ يَعْرِفُوا الْخَجَلَ! لِذلِكَ يَسْقُطُونَ بَيْنَ السَّاقِطِينَ. فِي وَقْتِ مُعَاقَبَتِهِمْ يَعْثُرُونَ، قَالَ الرَّبُّ. (إرميا12:8)
لن يعودَ الكثيرون من الذين ابتعدوا عن الإنجيلِ إلى أحضانِ الرَّاعي الصَّالح. المُحزن أنَّهم يدركون قرارهم، وحتى مقتنعون بخطاياهم، لكن بسبب الكبرياء اختاروا البقاء بعيدًا عن ينبوع الحياة، يسوع. ولكن عندما يأتي اليومُ الأخير، ويَرون أنفسَهم يسيرون نحو الهلاك الأبدي، سوف يصرخون برعبٍ بسبب القرار الأبدي الذي اتَّخذوه. لماذا يُصرُّون على إيذاء ربّنا الوديع؟
يا له من قرارٍ أحمق! لماذا يتمرَّدون على الربِّ وهم الخاسرون؟ إذا ساروا في مكانٍ موحلٍ وسقطوا، أفلا يقوموا مرَّة أخرى وينظِّفوا أنفسَهم من الوَحل؟ لماذا لا يستغلُّون وقتَ الزِّيارة الإلهيَّة ويطلبون المغفرة ممَّن لديه كلُّ القوَّة وبالتَّالي قرَّروا أن يكون لهم مصيرٌ حزينٌ؟ فالذي يلاحظ أنَّه سلكَ طريقًا خاطئًا للذَّهاب إلى مدينةٍ، أفلا يعود؟
هل يَخجل الشَّخص الذي يُلاحظ أنَّ محفظته سقطتْ إلى الأرض وهي تحوي كلُّ الأموال الخاصَّة بفواتيره الشَّهرية من الانحناء إلى أسفلٍ للحصول عليها؟ ومع ذلك، فإنَّ العديد من أبناء الله يعرفون أنَّ الطريق الذي اختاروه سيقودهم إلى النَّار الأبدية، رغم ذلك يفضُّلون أن يكونوا في أحضان الأجنبيَّة (أمثال 23، 27)، وأن يعيشوا في الخداع، مُفسَدين بعبادة الأصنام والسِّحر. الآن، أولئك الذين يُخالفون الوصيَّة يوقِّعون حُكم دينونتهم. كم هو أمرٌ مروِّع!
يُسلِمون أنفسَهم للشَّياطين مثل المجانين. ولكنَّ هذه الأرواح التي اختاروها أسيادًا ستجعلهم يرغبون ويحتضنون ألسنة اللَّهب إلى الأبد. هؤلاء النَّاس مثل الخيول التي، في المعارك، تطيعُ من يركب عليها وترمي نفسها بقوَّة ضدَّ العدوِّ، غير مدركة أنَّها ستسقط ميّتة عندما تصلُ هناك. يُلاحظ "الحُكماء" المتمرِّدون على الله أنَّهم كانوا حمقى في اختيارهم. هذه هي الطريقة التي يسير بها الذين يثقون في أنفسِهم.
تعرفُ الحيوانات النَّباتات السَّامة وتتجنَّبها. يَسبحُ سمكُ السَّلمون ضدَّ التَّيار، ويكافح ضدَّ غضب الماء للوصول إلى مكان التَّفريخ؛ ولكن الحمقى لا ينجحون في رؤية الخطة الإلهيَّة. أوه! إذا تركوا جنونهم، سيكونون قادرين على الاستمتاع بمحبَّة الله الرَّائعة وقوَّته.
يشعرُ الحمقى بالدَّهشة دائماً، ويعانوا من كلِّ أنواع الشَّر، فلا يتمتَّعوا بأفضل ما في الحياة. ومع ذلك، هم لا يَخجلون من أعمالهم الشِّريرة. في الواقع هم لا يعرفون حتى ما هو العَار بعد الآن. فلماذا قرَّروا أن يعيشوا هكذا، طالما عرفوا أنَّ العقوبة الأكبر ستأتي في نهاية أيَّامهم؟ إن كنت من هؤلاء، ارجع إلى الربّ.
أولئك الذين لا يؤمنون بأمر الربِّ أنَّه سيتمّ هلاكهم يخدعون أنفسَهم. لكنَّه أصدر أيضًا أمرًا آخر يضمنُ لهم مغفرة ذنوبهم ولن يذكرها إذا رجعوا تائبين وطلبوا المغفرة. ماذا عن الاستمتاع بهذه الفرصة الآن؟ إذا أجَّلتَ لوقتٍ لاحقٍ، فقد يكون الأوان قد فات.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز