كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. (مزمور13:103)

إذا بحثتَ في الكتاب المقدَّس، فسترى أنَّه يتحدَّث كثيرًا عن الله وعنك، قدَّم وسلَّمَ كلَّ ما يتعلَّق بالحياة للبشرية كلّها في العَهد الجديد. ومن جهتنا، يجب أن نمتلك ما أعطيَ لنا. إذا فعلنا ذلك، فسنرى ما الذي يعنيه أن يشفقَ الله على شخصٍ يخافه (أو يحترمه). لذلك، اتبع تعليماتَه وكُنْ كاملاً.

يضمنُ القديرُ أنَّه قد غفرَ لكَ آثامك وشفى ضعفَك. لقد تمَّ بالفعل إلغاءُ عقوبة الإدانة الأبديَّة لأولئك الذين يخدمون الربَّ ويثقون بكلمتِه. أولئك الذين اهتدوا يُولدون من جديدٍ ويُتوَّجون بالنِّعمة والرَّحمة، ويتوقَّفون عن أن يكونوا خدَّامًا لقواتِ الجَحيم ويحصلون على قوَّة الله، التي تمكِّنهم من الانتصار في كلِّ شيءٍ.

تمتلئ أفواه المولودين من جديدٍ بالسُّلطان والخيرات والقدرة الإلهيَّة على القيام بنفس الأعمال التي قام بها يسوع. هؤلاء النَّاس يتجدَّدون في كلِّ مرَّة يُقادون فيها للدُّخول في المعارك. إن كنتَ مضطهَدًا بأيِّ شكلٍ من الأشكالِ، فالقِ بثقلك على العليِّ، لأنَّه سيُنصفك. إنَّ عدلَ الربِّ هو دائمًا في صالحِ الذين يُجاهدون بحقٍّ من أجل التَّمتع بضمانات الكلمة.

إنَّ الله القدير لا يتصرَّف مِثل طاغية، فمن أجل الحصول على القوَّة، لا يهتم على الإطلاق بالذين يخدمونه؛ على العكس من ذلك، هو لم يفعل شيئًا دون تحذير خليله إبراهيم وكلَّ من ينحدر من نسل أبي الإيمان، يختبر جميع أبنائه أعماله ويتمتَّعون بها. إنَّه محبٌّ ولطيف ومملوء رجاءً وصبراً دائماً، وكأبٍ حقيقي، يُسعده أن يعلِّمنا أن نعيش بشكلٍ جيِّد وبرخاء.

يستمرُّ لومُه حتى نعلن التَّوبة، وغضبه مؤقت. لذلك ليس لمحبَّته نهاية، مثل رحمته. حتى لو وقعنا في الخطيئة، فإنَّه يعاملنا وفقًا لوعوده. إذا اعترفنا بأخطائنا يغفر لنا ويطهِّرنا من كلِّ إثم. إنَّه لا يترك فينا شيئًا من العدوِّ، ولا حتى وصمة عارٍ بسيطة. عندما يطهِّرنا، لن يكون هناك أيِّ خطأ فينا بعد الآن.

إنَّ امتداد رحمته يُقارن بالمسافة التي تفصل بين السَّماء والأرض. إذا سارَ أحدٌ في اتِّجاه الشَّرق، فلن يصلَ أبدًا إلى الغرب، والعكسُ صحيحٌ. وبنفس الطريقة، ألقى معاصينا بعيدًا حتى لا يتمّ العثور عليها أبدًا. لماذا لا تخافوا الربَّ إن كان في ذلك ربحٌ فقط؟ استفِد من هذه الفرصة وادخل في عهدٍ مع الله.

هيكلُ الإنسان هشٌّ للغاية، فنحنُ مجرَّد غبار. الربُّ يَكشف عن نفسِه لك حتى يغيِّر حياتك تمامًا. إذا قبلتَ يسوع كمخلِّصك، فسوف تختبر تعاطفه ومحبَّته. بصفتك ابناً، لديك حقوقٌ وواجبات سوف تنفعك كثيرًا؛ والأفضل أنَّك لن تهلك أبدًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز