-
-
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي (يوحنا12:14)
يجبُ على كلِّ تلميذٍ للربِّ أن يبذلَ جهدًا للعملِ كما يعلّمه. يفتقر عملُ الله إلى الخدَّام الصَّالحين، الذين يتكلَّمون ويتصرَّفون مِثله، ويسيرون مع يسوع. لم يكن المسيحُ سلبيًّا أبداً أو متردِّدًا أو غير مطيعٍ لأوامر الآب. لقد جاء ليكون قدوةً ويُظهر لنا أنَّه من المُمكن أن نطيعَ وصاياه وأن نكون أمناءً.
علينا فقط أن نفعلَ ما يعلّمنا إيَّاه الله. وعندما نتعلَّم ذلك، لا يُمكننا استخدام التَّواضع الزَّائف بالقول إنَّنا لن نفعل شيئًا إلَّا إذا سمحَ لنا بذلك. حسنًا، إذا علَّمنا الربُّ وأمرَنا أن نقوم بعمله، أليس هذا إذنٌ لنا بالقيام بعملِه؟ هذا بشكلٍ عام، لأنَّه في كلِّ موقف يجب أن ننتبه إلى تعليماتِه. كانت هناك أوقات شفى فيها يسوع الأعمى بوضع يديهِ عليه (مرقس23:8)، وأوقاتٌ أخرى تحدَّث وطلى عينيه بالطِّين (يوحنا6:9).
كلُّ عملٍ قامَ به يسوعُ يُمكِنُ أن يتكرَّر من قِبَل الذين يحبُّون الله، بما في ذلك قيامة الأموات. لا يوجد أيُّ شيء على الإطلاق فعله السَّيد ولا يُمكننا فعله (يو12:14). لكن علينا أن نلاحظ تحذيراته حولَ ما يجعل الكلمة بلا جدوى مثل القلق على الحياة، والرِّغبة بالثَّراء وطموحات الآخرين. ولا يجب التَّساهل مع أيِّ نوع من الخطيئة على الإطلاق.
يجب أن تتخلَّل خدمتنا العجائبُ والآيات والمُعجزات. هذا هو الإنجيل الذي بشَّر به يسوع، وهو نفسُ الإنجيل الذي أمرَ أن يُكرَز به في العالم (مر 16، 15). أولئك الذين سئِموا من طرد الشَّياطين والصَّلاة من أجل المرضى لا يعرفون الضَّرر الذي يُلحقونه بعملِ الله. لن تأتي النِّهاية إلّا عندما يتمُّ التَّبشير بإنجيل يسوع ونقله إلى الجميعِ (متى14:24). يجب أن يكون الأمرُ كذلك.
الحقيقةُ هي أنَّ من يعاينُ الأخبار السَّارة يتم التَّبشير بها بقوَّة الرُّوح القدس ليس لديه عذرٌ لعدم تغيير حياته. إذا آمنَ الشَّخص، فإنَّه يولد من جديدٍ؛ ولكنّه يُدان إذا رفضَ صوت محبَّة الله. بنفس الطريقة، إذا آمنَ المرضى، سيتمُّ شفاؤهم. وإذا صدَّق المديونون ومكسوري القلوب، فسوف يزدهرون. يجب أن تكون الرِّسالة واحدة لأنَّ القوَّة هي نفسها والربُّ يضمنُ وجوده معنا حتى النِّهاية (عب8:13).
أفضلُ شيءٍ هو أنَّ يسوعَ أظهر لنا أنَّ الآب السَّماوي لا يريد لأحدٍ أن يُدان أو أن يبقى المضطربُ والمتألِّم في أيدي الأعداء. لهذا يمنحُ ذات قوَّة يسوع ونفس المهمَّة أيضًا. ولا تصدِّق الذي يقولُ العكس كائناً من كان. لأنَّ هذا الشَّخص ببساطةٍ يفتقر إلى الحسِّ السَّليم عند محاولته تصغير الأمر الإلهي. أطِع المعلِّم دائمًا.
لا شكَّ أنك إذا أتممتَ الوصايا فستُكافأ في اليوم الآخر. وستبقى إلى الأبد في الرَّاحة الإلهيَّة. ولكن إذا لم تفعل ما أمرَ به، فسوف تتحمَّل ذنب الضَّرر الذي لحِقَ بملكوت الله وبالأشخاص الذين ما زالوا مرضى أو ضالِّين.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز