وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ. (متى36:12)

الكلماتُ لها قوَّة أكبر ممَّا نتخيَّل. من خلال الكلمة خلق الربُّ السَّماوات والأرض، وشفى المرضى، وحرَّر المظلومين، وأقام الموتى. في يوم من الأيام، سيفتح فمه ويأمر الموتى ليَحيوا (1 كو 15، 52). والذين كانوا خرافه ورقدوا في الربِّ- والذين عرفوا صوته يقيناً- سيتركون قبورهم بابتسامةٍ على وجوههم. ستعطيهم كلمة المسيح حياة أبدية.

لا يَسعنا إلَّا أن نقول قوله بصفتنا مُرسلين من الله. لا ينبغي لأحدٍ أن يعترف بالهزيمة أو الفشَل أو العَجز. ليَقُل الضَّعيف بطلٌ أنا (يوئيل10:3)؛ والمريضُ أنَّه مشفيٌّ بجروح يسوع. وأولئك الذين ما زالوا يخضعون للتَّجارب يجب أن يعترفوا بأنهم قد تطهّروا بدم يسوع. إنَّ الاعتراف بما يقوله الله لك يمنحك القوَّة لدحرِ هجماتِ الجحيم التي تصرُّ على القول بأنك مخطئ في إيمانك بالربِّ.

كلمة الله القدير تخرج النُّور من الظلمة (تكوين 1.1 - 3). إنَّها قويَّة اليوم في فم الربِّ كما هي في فم كلِّ من يؤمن بيسوع المسيح، الذي استخدم كلماته لفعل الإرادة الإلهيَّة، في طاعةٍ لأبيه. يجب علينا أيضًا أن نفعل الشَّيء نفسه، وإلَّا سنكون عديمي الفائدة. سيأتي شفاؤك من خلال الكلمة التي تنطقها باسم يسوع. كُنْ قويَّاً ولا تدع الشَّيطان يهزمك.

الكلمات البطَّالة هي سبب معاناتنا. دون أن نلاحظ، لقد أحطنا أنفسَنا بموجات سلبيّة، لأنَّنا لا نستخدم أفواهنا بالطريقة الصَّحيحة. إذا كنت خادمًا لله، فلا يمكنك أن تتفق مع الشَّيطان الذي يُهاجمك حتى تعترف بأنَّ الهزيمة هي بالفعل جزء من حياتك اليوميَّة. حتى لو عن طريق الخطأ، ربما سمحتَ لأيِّ عمل شرّيرٍ في حياتك، إذا بدأت في التَّحدث كما يتحدَّث الله، فإنَّ الشَّر سيغادر حياتك.

الكلمات البطالة تأتي من العدوِّ الذي هدفه قمع حياتك. لذلك يضعها في فمك. لا تقبل كذباً من إبليس، ولا تعترف بأمور سلبيَّة، ولا تنحني أمام ضغوطه. كُنْ إيجابياً في الإيمان، لأنَّك بهذه الطريقة ستجعل طريقك يزدهر. بالنِّسبة للذين ينتمون إلى الله، فإنَّ الأشياء القديمة قد ولَّت، وكلُّ شيء قد أصبح جديدًا (2 كو 5، 17). الآن، في كلِّ موقف، نحن أعظم من منتصرين (رومية37:8).

كُنْ حذرًا بشأن يوم الدَّينونة، لأنَّك ستكون مسؤولاً عن كلِّ ما تقوله. كلَّما اعترفتَ بما تدلّ عليه الكلمة، فستكافأ، لكن إذا سمحتَ للعدوِّ باستخدام فمك ليعترف بالخطأ والخبث وأكاذيب الشَّيطان، فقد تتّهم بأنك سمحت لعمل الشِّرير أن يحدث في العالم. لذلك لا تتعاون مع الشَّر. كُنْ حازمًا في إعلان الكلمة ولن تندم.

لن يكون هناك فرحٌ أعظم للأبرار، في اليوم الأخير، من رؤية كلماتهم قد تم الموافقة عليها وأعطي لهم إكليلُ البرِّ. سوف يدخل إلى الأبدية بيقين أنَّه تعاون مع الآب في عمله الفادي. المكافأة التي تُمنح لهم سترافقهم إلى الأبد. أولئك الذين وُجِدوا مستحقين سيتمتَّعون بأفضل ما عند الله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز