-
-
اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ. (مزمور5:46)
لن يتزعزعَ عملُ الله أبدًا، حتى لو تعرَّض لأسوأ التَّجارب. فكلُّ جهود الجحيم لن تكون قادرة على مفاجأة الربِّ ولن تجعله يضطرُّ إلى تغيير خططهِ. يجب على أولئك الذين دعاهم العليُّ للجهاد في عمله أن يكونوا صامدين في جميع الأوقات، تحت أيِّ تهديد، وألَّا يعقدوا صفقة مع العدوِّ أبدًا، لأنَّ الله أمينٌ لتحقيق كلِّ ما وَعَدَ به (عب23:10).
نجد القدير وسطَ عملِه. فمن ذا الذي يجعلك ترتجف أو تُصاب بالشَّلل؟ دعوتنا لأن نكون جزءًا من جيش فعلة الربِّ هي امتيازٌ كبيرٌ وأفضل ما يُمكن أن يحدث لنا. وبالتالي لا يجب أن نسمح لأنفسنا بأن ننقاد بأكاذيب الشَّيطان، ولا أن نسمح لأيِّ فكرة سلبيَّة بالسَّيطرة على قلوبنا. في المسيح، نحن أكثر من منتصرين (رومية37:8).
يجب أن يكون كلُّ من يقوم بعمل الله داخل الحدود التي تفرضها الكلمة دائماً. كما يجب أن يدعَ القدير يستخدمه كما يشاء. وبالتَّالي، لن يحدث له شيء سيء. لذلك كُنْ حذرًا، لأنَّ الشِّرير قد يغريك كي تفعل شيئًا بنفسك، كما فعل شاول، عندما تركه جنوده (1صم13: 1-14). ومع ذلك، لا يهمَّ ما هي التّجربة، كُنْ دائمًا بحسب الكلمة، لأنَّها لا تتغيّر ولا تُقهَر.
يُمكننا أن نضيفَ معلومة أنَّها لن تتزعزع ولا شيء يمنعها من أداء مهمَّتها. ولا شكَّ أنَّ ما حدَّده الله أعظم من كلِّ خِطط الشَّيطان. لذلك لا تخفْ من أيِّ خبرٍ يُحاول إثبات أنَّ عمل الله لن يزدهر في مكانٍ ما على الأرض، فهو الذي يتقدَّم أمامنا، ولن يتفاجأ أو يُهزم أبدًا.
المعركة ليست لنا بل للربِّ ونحن مدعوون لعمل مشيئته. لذلك لا يمكننا أن نختار أين وكيف نُحارب، لكن يجب أن ندعه يستخدم حياتنا ويجعلنا منتصرين دائمًا. أينما كنت، كُنْ ثابتًا، لأنَّه حتى لو نُقلت الجبال إلى وسط البحار، فإنَّ الله سوف يحقق كلَّ ما وَعَد به (مز2:46). فهو لن يزلّ أو يخطئ أبدًا، إنَّه ربُّ كلِّ الظُّروف.
يُعيننا الله حتى قبل أن يظهر يومُ الشِّدة. يجب أن نسلك بالرُّوح فقط، ولن تصدِمنا خطط العدوِّ أبدًا. في أيِّ تجربة، ابتهج وافرح بالربِّ، إنَّه إله خلاصِنا، وحصنٌ للذين يتوكلون عليه. لذلك لن تسقط شعرة من رؤوسنا دون أن يكون ذلك جزءًا من إرادته الكاملة (مت30:10). حتى لو شعرت أنك الأصغر على الإطلاق، فاعلم أنَّ الأعظم يسكنُ في داخلك.
لقد اكتملَ خلاصُنا بمعمودية الرُّوح القدس. بالتَّأكيد لم يتركك الآب تفتقر إلى شيء أبداً. الآن، حتى لو أشار كلُّ شيء إلى اتّجاه آخر، فلا تصدِّقه. لقد ضمِنَ يسوعُ أنَّ السَّماء والأرض ستزولان، لكن كلمته لن تزول أبداً (متى 35:24). إذا ثار عليك غضبُ الوالي فابقَ في مقامك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز