وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَلِيقُ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ (تِيطُس 2: 1).

إنَّ التَّعليمَ الصَّحيحَ – هو ذَاكَ الَّذي تَعلّمنَاهُ مِن الرَّبِ نَفْسَه- وهو السَّيدُ الرَّب مُعَلِّمُنا الذي يَقُودُنا دائماً في كُلّ الظُّروف. فإن تَبِعْنَا صَوتَهُ المُريح، سوفَ يَرفعُنا ويُعطينَا الرَّسَائل الرُّوحيةَ التي تَقُودُنَا دَائماً إلى النَّجَاحِ المُبْهِر. بَينمَا تَعَاليمُ البَشرِ مُحْبِطةٌ، فَاشلةٌ و شَّيطانية. فَلا تَتَّخذ أيّ قَرارٍ أو تَتكلم بِشيئٍ خَارجَ تَعاليمِ الكِتابِ المُقدّس، لأنَّ الرَّب هَو الَّذي يَنبغي أن يَقودَ أبْناءه.

لا يُمْكِنُنَا الصَّمْتَ عِنْدمَا نَتعلَّمُ شَيئاً مِن كَلمةِ الرَّب في الكِتابِ المُقدّسِ. لِذلكَ، مِنَ الأفضلِ أن نعتادَ على التأمُل في الإنْجيل المُقدّس والصَّلاة بِمَا تَعلّمنَاهُ، طَالبينَ التَوجيهَ مِنَ الله، لأنَّنا عِندما نَكونُ فِي شَركةٍ مَعهُ، نَشعرُ في دَاخِلنَا بِمَا يَطلبهُ الآبُ مِنَّا وكَذلِكَ مَا لدِيهِ لِحَياتِنَا. فقط نَحْتاجُ إلى أن نُمارسَ ما عَلَّمنَا إيّاه، وقُوّتَهُ سَوف تَعملُ فِينا وتُساعِدُنا في جَميعِ الظُّروفِ.

كَلِمَةُ الإنْجيلِ تُعطينَا القُدرةَ على فِعلِ الأشياءَ الّتي أعْلَنتهَا لنَا. وبَعدَ إدْراِكنا لِمَا يُرتّبهُ الله القديرُ لِنَا، ليسَ حسَناً أن نُهْمل مَا تَعلّمنَاهُ، لأنَّ مَنِ ازْدَرَى بِالْكَلِمَةِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ (سفر الأمثال 13: 13).

كُلّ ما يَنْشَأ في عَقلِ الإنْسان مِن مُعتَقَدات لا قِيمةَ لَهَ، وخَاصةً لأولئِكَ الَّذينَ يُطيعونَ الله، ويُريدُونَ النَّجاحَ. حَتى وإن كَانت تَخْدمُ أغَراضاً طَيِّبةَ، فهي بِحَاجةٍ لمِسْحَةِ الرَّب، فاَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. (يوحنا 6:3)

أمَّا التَعليمُ الَّذي يأتي مِنَ الرَّب فَهوَ عَظِيمٌ جِداً، ولهُ القُدرة أن يجَعْلِنَا مُنتصرين في كُلّ المَعَارِك. ولو اهْتَمَّ شَعبُ الرَّبِ "بمَدْرسةِ" الرُوح القُدس، لصَارت البِشَارةُ بالإنجيلِ في كَنائِسِنَا أفضَلُ مِن العَالمِ كُلّه وأسْرع وأنْجَح.

نُلاحظ فِي زمَنِ الرُّسُل، أنّ كُلَّ الَّذينَ اسْتَخدمَهُم الرَّب، كَان لدِيهِم فَهمَاً لا يَقْتنيهِ أحدٌ حالياً. وهَذا جَعَلهُم مُبَاركين أكثرَ مِنَ الآخرين. إلاّ أنَّ هَؤلاء الأخوةِ لمْ يَكونوا مُمَيّزينَ مِنَ الرَّب بِسببِ مَا فَعلوهُ أو مَا كَانوا عَليهِ، لكنَّهُم تَعلّموا قِيمةَ أن يَكونوا اُمَنَاءً لِتعَاليمِ المَسِيح التي اِسْتلمُوهَا، وجَاهدُوا في تَنْفيذِهَا بِعِنَايةٍ كَبيرة. لِذلكَ، نَالُوا مُكافَأتهُم.

فِمنَ الحِكمةِ أن نُعلنَ مَا يُخبرُنَا بِهِ الوَحْي المُقدَّس، وليْسَ أن نُعَبّرَ بأفكَارِنَا، ونَعمَلَ ونَحْكُم بِهَا، لأنَهَّا تَعاليم غيرُ صَحيحةٍ.

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز