-
-
لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلهًا يُسَرُّ بِالشَّرِّ، لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ. (مزمور4:5)
الإثمُ لا يؤهلنا كجنسٍ بشري، أيّاً كانت الدَّرجة التي يُمارَس فيها. إنَّه واحدٌ من أهمّ الأسلحة التي يستخدمَها الشَّيطان ضدَّنا بعيداً عن الطريق الصَّالح، ممَّا يدفعنا بعيداً عن الحياة الأبديَّة. أولئك الذين يختبرونه يتدنَّسون ويُصبحون عبيداً للشِّرير. تأتي بداية هذا الطريق عادة بالفضول، لكن نهايته قاسية. وبالتالي، يمكن التَّحرّر بقوَّة الله فقط من هذا الوضع.
إنَّه صبرُ الربَّ هو الذي يعيقُ من الحُكم علينا بسببِ كلِّ عملٍ شرّيرٍ نفعله (يوئيل13:2). ولكن لا شكَّ أنَّ قلبه يحزنُ عندما يرانا نمشي في هذا الطريق السَّيئ، لأنَّه يعرفُ أنَّه في معظم الحالات لا توجد عودة. يتحدَّث إلى قلوبِنا، ممَّا يجعلنا نشعر باليأسِ. يشعرُ الذين ينتمون إلى الربِّ بحزنٍ هائلٍ فقط للتَّفكير في الأشياء الخاطئة. هذا هو عملُ الرُّوح القدس تبكيتنا على خطيئة وعلى برٍّ وعلى دينونة (يو8:16).
الحقيقة هي أنَّ كل شذوذٍ يأتي من الشَّيطان، الذي يعرفُ أنَّه لا يستطيع أن يلمس أولاد الله أو يدفعَهم بعيداً إلَّا من خلال تجربتِهم. فمن أجل سقوط شخصٍ مخلَّصٍ، يقوده إلى الاستمتاع بمتعةٍ زائلة، كذلك إنَّ العدوَّ قادرٌ على السَّعي ضدَّ طبيعته الخاصَّة، التي هي شرٌّ خالصٌ، ضارٌّ ومخادِع. أولئك الذين ينتمون إلى الله لا يَقبلون أيّ شيءٍ من الشِّرير.
كثيرون ينقادون بالإغراءات اليوم، وبدون معرفةٍ، يُسلِمون أنفسَهم إلى الشَّيطان، وإذا لم يُعلِنوا التَّوبة ويسعون لنوالِ المغفرة الإلهيَّة، ستجعلهم شياطين الجحيم يحتضنون النَّار الأبديَّة برغبةٍ أكبر ممَّا كان لديهم عندما فعلوا الخطية. أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدث لأيِّ شخص غير حذر ولا يصلِّي من أجل النَّجاة من التَّجربة (مرقس38:14). من الحِكمة والفطنة الهروب من جميع الأخطاء (1تسالونيكي22:5).
نعلم جميعاً أنَّه لا يوجد شيءٌ حسنٌ في الأفعال الخاطئة التي تُمارَس. عندما يقع ولدٌ من أبناء الله، فإنَّ قلب الآب يبكي بسبب الأشياء المؤسفة التي تنتظر هذا الشَّخص إذا لم يتُب. أولئك الذين يظلّون أنقياءً، يثابرون في حالةٍ جيِّدة، سوف يسكنون مع الربّ إلى الأبد. ولكنَّ الذين يمارسون الشَّر لن يكونوا بجانبِه، لأنَّ الشَّر لا يسكن معه.
كُنْ حازماً بشأن قداستك الخاصَّة، فعند عودة يسوع، كلُّ من هو مقيمٌ في الخطيئة، سيُدان للأبد. نحن لا نعرف الوقتَ الذي سيأتي فيه الربُّ، ولكن إذا لم نُعِدَّ أنفسنا، فسننفصل عنه إلى الأبد. إذا حدث هذا الآن، فماذا سيكون مصيرك؟ هل عشت بطريقة نقيَّة؟ هل أنت متيقّن أنَّك لن تُدان في اليوم الأخير؟
الحياة الأبديَّة ستكون جميلة. أولئك الذين لا يقدِّمون أنفسَهم للخطيئة سيدخلون إلى عالمٍ كاملٍ، بمحبَّة الله، حيث لا يكون هناك ألمٌ أو حزنٌ (الرؤيا4:21). الآن أولئك الذين يسقطون في الهاوية التي لا قعرَ لها، سيكونون هناك إلى الأبد- مليون سنة مضروبة في مليون، النَّتيجة مضاعفة مليون مرَّة وهكذا إلى ما لا نهاية- عذابٌ أبدي. إذا كنت منزعجاً من التَّفكير في هذا الأمر، فيجب عليك العودة إلى الربِّ الآن.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز