-
-
فَإِنْ كَانَ بِالنِّعْمَةِ فَلَيْسَ بَعْدُ بِالأَعْمَالِ، وَإِلاَّ فَلَيْسَتِ النِّعْمَةُ بَعْدُ نِعْمَةً. وَإِنْ كَانَ بِالأَعْمَالِ فَلَيْسَ بَعْدُ نِعْمَةً، وَإِلاَّ فَالْعَمَلُ لاَ يَكُونُ بَعْدُ عَمَلاً. (رومية6:11)
هناك فروقٌ أساسيَّة بين المتديِّنين وبين أتباع كلمة الله، فهذا الأخير لا يفعل شيئًا ليُستحق البركات، بينما يعتقد الأوَّل أنّه يجب أن يجاهد ويضحّي كثيرًا. ورغم أنَّهم قد يفعلون ذلك، لكنَّهم لا ينجزون شيئًا. الآن، مثالنا هو الربُّ يسوع، لذلك يجب أن تسترشد أفعالنا بتعاليمه. فطالما لم يطلب الله ذبيحة ولم يعلّمهم ذلك، فممَّن تعلَّموا ذلك؟
يجب فهمُ الحقائق التي حدثت في زمن العهد القديم على أنَّها صورة لِما يحدث في العهد الجديد. بما أنَّه لا داعي لسفك الدِّماء من أجل افتداء الخطيئة أو لمحاربة النَّاس، كما حدث في تلك الأوقات، فلا توجد طريقة لكيفيَّة دفع أيّ ثمنٍ على الإطلاق من أجل الحصول على البركة. إذا كانت بالأعمال، فلم تعُد النِّعمة نعمة، حتى وإن كنَّا في زمن النِّعمة.
إنَّ أعظم مثال على أنَّ البرَّ- وكذلك قبول البركات- يأتي بالإيمان هو إبراهيم الذي عاش قبل الناموس. وبما أنَّه آمن بالله، فقد نُسِب له ذلك على أنَّه برٌّ (تكوين 15.6). يحدث ذات الشَّيء للذين يؤمنون بما يقوله الكتاب المقدَّس. أولئك الذين يتعلَّمون حقوقهم في المسيح يقرِّرون بالإيمان أنَّ الشَّر قد زال. فيستحوِذون على البركة ويكون لهم نتيجة إيجابيَّة. لو كان الأمر بطريقة أخرى، لكان الربُّ قد أخبرنا بذلك.
كلُّ ما وُعِد به يُعطى بالنِّعمة الإلهيَّة. لا يجب أن نقتدي بأناسٍ من ديانات مختلفة لا يتلقون شيئًا، لأنَّهم لا يطيعون الكلمة ولا يؤمنون بما هو مكتوب. هم ليسوا مثالاً لنا. كيف يُمكن لله أن يستخدم ويبارك أولئك الذين يستمرُّون في عبادة الصُّور، أو الصَّلاة لهم، أو التَّصريح بأنَّ الأشخاص المتميِّزين في قضاياهم هم قدِّيسون؟ (خروج4:20) هؤلاء النَّاس يتحدّون الربَّ بمثل هذه الاختراعات.
تقولُ الكلمة أنَّ رَفْعُ وَجْهِ الشِّرِّيرِ لَيْسَ حَسَنًا لإِخْطَاءِ الصِّدِّيقِ فِي الْقَضَاءِ. (أمثال5:18). الآن، في كلِّ مرَّة نصلِّي فيها أو نتَّخذ موقف إيمانٍ، فإنَّنا ننفِّذ حُكمَ الربَّ. إذا استخدم أيُّ شخصٍ الحجج التي لا تتعلَّق بالكلمة، فهو لا يحترم صاحب الكتاب المقدَّس، وبالتالي فهو غير مصنَّف كمستفيدٍ من الخدمة الإلهيَّة. كلُّ ما نحصل عليه من الله، يأتينا بالنِّعمة، من خلال الإيمان (أفسس8:2).
النِّعمة التي تعمل وفقًا لخطة الله لها لا تحتاج إلى أيّ جهدٍ جسدي يأتي من اختراع الإنسان. ما تقوله الكلمة هو ما تحتاجه لهزيمة أعمال الشِّرير. نعمة الربّ قويَّة لإنجاز كلِّ ما يَعِد به القدير. لا توجد طريقة يُمكن للإنسان فيها، حتى لو كان حَسَن النِّية، أن يُساعد العليَّ في إنجاز عملهِ، لأنَّه لا يقبل المَجد البشريّ.
يجب على الذين يرغبون في رؤية عجائب القدير في العمل أن يتبعوا الخطوات التي علّمها يسوع في إنجيل مرقس، الفصل 11، الآيات 22 و23. إذا كانوا غير طائعين ولا يخدمون الربَّ، فسيستخدمون النَّار غير المقدَّسة. وبالتَّالي قد يكون لهما نفس نهاية ابني هارون، ناداب وأبيهو (العدد4:3). كُنْ ثابتًا في النِّعمة لأنَّك تنتصر بها من خلال الإيمان.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز