-
-
وَيَنْخَفِضُ الإِنْسَانُ، وَيَنْطَرِحُ الرَّجُلُ، فَلاَ تَغْفِرْ لَهُمْ. (إشعياء9:2)
توجد كلُّ أنواع الخداع والذُّنوب حيثُ يوجد الرَّخاء دونَ خوف الله. يمكن للإنسان أن يَفسُد بسهولة، وإن لم يتمَّ تحذيره، فإنَّه يسمح لحياته الطيِّبة أن تجعله غير مسؤولٍ فيما يتعلَّق بالموضوعات الرُّوحية. حدثَ ذلك مع مملكة إسرائيل- الأسباط العشرة التي تمرَّدت على مملكة بيت داود، التي شكَّلت مملكة الشَّمال. من ناحيةٍ أخرى، كان يهوذا مدفوعاً بالأمان الزَّائف الذي يوفِّره الغِنى.
أمرٌ ضروريٌّ أن نأخذ في الاعتبار أنَّ مائدة مليئة، دون احترام لكلمة الله، تقودُ الإنسان إلى كلِّ أنواع الفسَاد. لذلك أيّ خادم بعيد عن الحقّ يصبح خادماً بيد الشَّيطان. المُحزن أنَّ هذه القصَّة تكرَّرت مرَّاتٍ عديدة، وللأسف ستتكرَّر مرَّاتٍ عديدة أخرى. ومع ذلك، لا يُدرك خدَّام العليّ الآخرون أنَّ الأمر نفسه يمكن أن يحدث لهم. والنَّتيجة دائماً هي الخِزي والمعاناة.
تظهرُ العديدَ من المشاكل والحوادث وجميع أنواع الشَّر بسبب الخطيئة. ثمّ يُهزَم النَّاس الذين كان من المفترض أن يقدِّموا الحُلول. أولئك الذين كان من المفترض أن ينعموا بالرَّخاء وخوف الله هم في المعاناة والكَرب. يتصرَّف الشَّيطان بحرِّية في حياة الذين يستبدلون الربَّ بمشاغل الحياة، معتقدين أنَّ المالَ والشُّهرة والأشياء الأخرى ستجعلهم سعداءً حقًا. ولكن السَّعادة لا توجد إلَّا مع يسوع.
هناك حقيقة مهمَّة أخرى وهي أنَّه عندما يقع النَّاس في الخطأ، لا توجد طريقة للوصول إلى الله. الخطيئة تقود الإنسان ليشعر بالتَّعاسة، وبعد ذلك يُستبعَد من وعود العليِّ. إنَّ الحزنَ الذي ينشئه استخدام العدوِّ لإيقاع شخصٍ ما، هو العقوبة الكبرى التي تلاحق الذين يُخطئون. ومع ذلك، لا شكَّ أنَّ الشَّخص الآخر يُعاني أيضًا، وفي كثير من الأحيان، يقود الحُزن الضَّحايا إلى فقدان سلامِهم وصحَّتهم.
لقد خلقَ الله النُّبلاء ذوي الخُلق الحسَن والرُّؤية العظيمة لإرشاد النَّاس، ولكنَّ الخطيئة تجعلهم يتعرَّضون للإذلال ويعانون المظالم. أولئك الذين هم في اتِّجاه المؤسَّسات العامَّة، أو في قطاع الأعمال، أو في الكنيسة يحتاجون جميعاً إلى الصَّلاة حتى يكون لديهم ثباتًا في شخصيَّتهم لئلَّا تقودهم الإغراءات. فقط من خلال سكبِ قلوبهم، والاكتساء بدم يسوع، ودخول بيت الله يمكن أن ينجوا.
لا غُفران للذي، بعد ازدراء طرق الربّ المقدَّسة، لا يرجع بالتَّوبة والاعتراف للربِّ. إنَّ عدم تكريم اسمه هو من أعظم الشَّرور التي يُمكن أن يفعلها الإنسان. فلماذا ينخدع الشِّرّير ولا يعود ليطلب المغفرة؟ هل الذين يتصرَّفون بهذه الطريقة يفعلون ذلك بوعيٍ كامل؟ أم يكرهون أنفسهم، حتى أنَّهم لا يهتمُّون بما قد يعانون منه في الأبديَّة؟
يُمكن للرَّجل الذي وقع في يد المجرِّب أن يتخلَّص من سيِّد الظلام بالتَّوبة الحقيقيَّة. الشَّيطان مثل رجلٍ غاضب يتمسَّك بما له بكلِّ قوَّة وبغضةٍ. ولكن إذا وُجد هناك شخصٌ أكثر شجاعة من الشِّرير، فسوف يهزِمه ويحرِّر أولئك الذين سقطوا من فم الشَّيطان. كُنْ أكثر شجاعة من إبليس واحصل على الحرِّية.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز