-
-
وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ. (لوقا21:1)
إنَّ أمانة زكريا واليصابات زوجته جعلت الربَّ ينظر إليهما ويُعطيهما وعدًا. بالتَّأكيد، سوف ينظر العليُّ إليك أيضًا ويعطيك وعودًا إذا أتممتَ الكلمة التي يُرسلها إليك، لأنَّه يُفرح في تمجيد شعبه. في حالة زكريا، تعجَّب النَّاس من حقيقة أنَّه بقي طويلاً في محضر الله. حدثَ هذا لأنَّ ملاكًا أُرسل من الآب ليبشِّر هذا الرَّجل (الآيات ١١-٢٠).
تساءل النَّاس فيما بينهم بسبب بقائه في قدس الأقداس: "هل وُجِد فيه خطيئة ومات، أم أنَّ الله يزوره؟" كخدَّامٍ للربِّ، يجب ألَّا نسمح لأعمالِ الظُّلمة بالوصول إلينا وإخضاعنا أبداً. أولئك الذين يُصلّون ويسهرون لن يدخلوا في تجربة أبداً، وبالتَّالي، سوف يُشبِعهم الله العليُّ العظيم بمفاجآت سارَّة.
إذا كنت في محضر الصَّلاة وشعرت بالحضور الإلهي، فلا تُسرع إلى مغادرة ذلك المكان. هذه هي الأوقات التي نكون فيها قادرين على الانفتاح على الربِّ والحصول على إيمانٍ يجعل الله القدير يستجيب إلى طلباتنا. نال زكريا ما بدا مستحيلًا بالنِّسبة له- ولكن ليس للربِّ. من يتعلَّم سرَّ الشَّركة مع الآب سوف ينتصر على أيّةِ مِحنة أو ظرفٍ غير طبيعي دائماً.
يعمل الله في ناحيتين عندما يفي بوعده. وفقًا للقصَّة الإنجيلية، ليس من المُمكن معرفة ما إذا كان زكريا يعاني من مشاكل أيضاً جعلت من المستحيل عليه أن يكون أباً، أو فقط كانت اليصابات عاقرًا. ولكن بما أنَّه عمل الكامل والقويّ في كلِّ شيء، فقد أزيلت المستحيلات، ووُلد يوحنا المعمدان. لا تدع نفسك محبطًا بأيِّ شيء يمنعك من أن تكون سعيدًا، لأنَّ الربَّ لديه القدرة على فعلِ أيِّ شيء لتلبية احتياجاتك.
لدى العليّ أشياء كثيرة ليُنجزها في جيلنا، وبالتَّأكيد سيختار المؤمنين الذين يتمّمون وصاياه. لن يقوم بإحياء اليصابات لتلد شخصًا سيستخدمه في المُستقبل، ولن يفعل ذلك مع مريم، والدة يسوع. هؤلاء كُنَّ خادمات متميِّزات في القداسة والطاعة في أيَّامهنَّ. في الوقت الحاضر، سوف يجد ذلك فينا، إذا كنَّا نخدمه بكلِّ قلوبنا.
ستكون المكافأة دائمًا لمن يؤمن بما يقوله الربُّ. أولئك الذين لا يطلبون الله لا يجدونه طيلة حياتهم. الرِّسالة الكتابية هي أنَّ الآب يقترب من الذين يقتربون منه فقط. أولئك الذين هم قلقون جدًا بشأن غرور العالم سيرون لاحقًا أنَّ هذا كان سبب سقوطهم. ليس من الجيّد أن تزرع البذرة الإلهيَّة والمثمرة بين الأشواك (متى13: 1-23).
الابنُ الذي يأتي من خلال وعدٍ إلهي سيكون بركة دائماً، لكن من الضَّروري تعليمه كي يبقى في طرق الربّ وخدمته بأمانة. للأسف هناك الكثير ممَّن وُلِدوا بمساعدة مباشرة من الربِّ، لكنَّهم اليوم بعيدون عن طرق الآب تماماً. حتى أنَّ البعض غادر في وقتٍ مبكرٍ إلى الأبديّة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز