-
-
كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ». أَمَامَ اللهِ الَّذِي آمَنَ بِهِ، الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ. (رومية17:4)
أمرٌ هامٌّ أن نعرف أنَّنا أصبحنا مشاركين في ملكوت الله بعد الخلاص. بالتَّأكيد، لم يدعُنا الربُّ "للسُّكوت عن إيماننا"، بل لإتمام وصاياه. لذلك جعلنا ملوكًا وكهنة، ورثة وسفراء للمسيح (رؤ6:1 ؛ 2كور20:5). مهمَّتنا كبيرة ونبيلة وثمينة. لذلك لا يمكننا أن نرتكب الخطيئة. بل نحيا بكرامةٍ ملكيّة، ينتظر منَّا أن نخدمه بطريقة لا تشوبها شائبة.
حدث هذا لإبراهيم لأنَّه آمن بالربِّ الإله. لقد كان منغمِساً في القداسة الإلهيَّة، لأنَّ فِعل إيمانه اعتُبِر برّاً (رومية3:4). يُمكن أن يحدث لك نفس الشَّيء أيضًا، لأنَّ من لا يعمل ولكنَّه يؤمن بالذي يبرِّر الفاجر، فإنَّ إيمانه يُحسَب له برّاً (الآية 5). إذا كنتَ تؤمن بما يقوله الآبُ، فستصل إلى مقياس الإيمان الصَّحيح، وسيكون قادرًا على الوفاء بما وعدَ به (أفسس13:4).
أعظم مأساة للإنسان ألَّا يؤمن بما يقوله العليُّ. يدَّعي مُعظم النَّاس أنَّهم يؤمنون، لكن ذاك مجرَّد موافقة ذهنيَّة، بينما في نفس الوقت، يتصرَّفون كما لو كان الله غائبًا تمامًا عن حياتِهم، منفتحين على أعمال الشَّيطان. لذلك، قرِّر أن تؤمن- افعل ما هو مذكور في الكلمة- وانظر أنَّ الربَّ لن يترك ما أعلنه عنك غير مكتملٍ أبداً.
لو لم يقرِّر إبراهيم أن يؤمن بما قاله الله له، لما صار أباً لجمهورٍ كثير. من الجانب الطبيعي، بدا هذا مستحيلاً. كان يعلم أنَّ جسَده قد تقدَّم في السِّن وأنَّ زوجته، سارَّة، كانت مسنّة وعقيمة. ولكن عندما آمن بالله، صار حيًّا. ولم تقتصر البركة التي حصل عليها إسحاق على أن يصير ابنه فحسب، بل امتدَّت حياته حتى بعد موت سارة، تزوَّج بامرأة أخرى بعمر 137 عامًا.
لا بد أنَّ قطُّورة، زوجة إبراهيم الجديدة، كانت شابَّة، لأنَّها أنجبت ستَّة أبناء، دون ذِكر البنات اللَّاتي لم يَرِد ذكرهنَّ في الكتاب المقدَّس. بالإضافة إلى ذلك، كان لإبراهيم أبناءً أكثر من محظياته (تكوين25: 1-6). لا يزال الله حتى اليوم يحيي الأموات أو الضُّعفاء. لا يوجد سبب يدعو أيَّ شخص إلى الاستسلام- "إلقاء المنشفة"- والقولُ بأنَّ وقته قد مضى بالفعل، لأنَّه إذا كانت هذه هي خطة الربِّ وكان الشَّخص مؤمنًا، فيمكنه التَّأكد من أنَّ القوَّة الإلهيَّة ستعمل لصالِحه.
أمرٌ هامٌّ أن نلاحظ أنَّ العليَّ أكَّد أنَّه يدعو إلى الوجود الأشياء غير الموجودة. قد يقولُ شخصٌ ما أنَّ هذا واضح، لأنَّه هو الله، وبالتَّالي، لديه القدرة على تحقيق أيِّ شيء. ولكن عندما يكشف لنا هذه الحقيقة، يقول الربُّ أنَّنا قادرون أيضًا على فعل الشَّيء نفسه. قال يسوعُ أنَّه كان قادرًا على فعل الشَّيء- داعياً إيَّاه إلى الوجود- إذا رأى الآب يفعل ذلك أيضًا (يو19:5). من الضَّروري أن نسمع ونرى ما يفعله.
لا يُمكننا أن نلهوَ بالإيمان، لأنَّنا أمِرنا للقيام بنفس الأعمال التي قام بها يسوع (يوحنا 14، 12). هذه وصيَّة، لذلك إذا كنت لا تريد أن يكون لديك مشاكل في يوم الدَّينونة، فقرِّر أن تضع إيمانك موضع التَّنفيذ. من يؤمن لا يُحصي الصُّعوبات بل يجد الحلولَ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز