-
-
فَإِنَّكَ رَفَضْتَ شَعْبَكَ بَيْتَ يَعْقُوبَ لأَنَّهُمُ امْتَلأُوا مِنَ الْمَشْرِقِ، وَهُمْ عَائِفُونَ كَالْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَيُصَافِحُونَ أَوْلاَدَ الأَجَانِبِ. (إشعياء6:2)
كلُّ ما هو مسجَّل في الكتاب المقدَّس هو لتعليمِنا. لذلك يجب أن نمتحنه لأنَّه يحتوي على الحياة الأبديَّة ويشهد عن يسوع وعنَّا أيضًا (يو5، 39). جاء السَّيد كإنسان، لذلك كان بحاجة إلى فحص ما هو مسجَّل في الكتاب المقدَّس من أجل تعلّم الأشياء. بنفس الطريقة يجب أن نتحقِّق ممَّا يقوله الكتاب المقدَّس حتى نتعلَّم من المخلِّص ومن حياتنا الخاصَّة. وهكذا نتحرَّر حقًا عندما نعرف الحقّ (يوحنا32:8).
في هذه الآية، نتعلَّم أنَّ العليَّ يُمكن أن يتركنا أيضًا، كما فعلَ مع بيت يعقوب. منذ أن تركوا طرق الربِّ الكاملة (مز 18: 30)، امتلأ الإسرائيليُّون بالطرق الشَّرقية. هذه الطُّرق لا تنفع على الإطلاق- بل تعيق سيرَ أبناء الله فقط. الحقيقة أنَّهم كانوا ناجحين في نظر الإنسان، لكن في الحقيقة، وضَعوا كلَّ ما حصلوا عليه في "كيسٍ منقوب"."
امتلأ بيتُ يعقوب بالطُّرق الشَّرقية، فأعاقهم ذلك، لأنَّ ممارساتهم كانت من الَّذين لا يعرفون الحقَّ. اكتشف الكثيرون أنَّ الموضوعات الصُّوفية أعطتهم القوَّة للتَّلاعب بالذين لم يتحرَّروا بعد من الرَّوابط الشَّيطانية. لذلك يُمكن أن يكونوا إلى جانبهم. هذه العادات لا تجلب حضور الله، بل تجلب غضبه. إنَّه لأمر لا يُصدَّق كيف يمكن لتديُّن الإنسان أن يجعل النَّاس يتصرَّفون بطريقة غريبة.
التَّصوُّف في الكنيسة هو وباء يجعل بيت الله بلا قوَّة وفي نفس الوقت مليئًا بالمشاكلِ. هذه المُمارسة تقود النَّاس الجادّين والمُستنيرين، الذين يعرفون العلوم الإنسانيَّة ويعتقدون أنَّها شيء ما، أن يحملوا دمية في الشَّوارع ويمدحونها ويبكون ويدفعون أرواحهم من أجل هذا الإيمان العقيم والشّرير. إنَّهم يعتقدون أنَّه من خلال الإيمان بذلك، فهم يرضون الآب. لكن فقط أولئك الذين يُطيعون كلمته يرضون الربّ.
انتبه: في العديد من الكنائس الإنجيليَّة الجيِّدة، نجد أناسًا ذوي نوايا حسنة، لكنَّهم لم يتعلَّموا أنَّ الربَّ يتكلَّم من خلال كلمته. فعندما ينطق، يتكلَّم بصراحة إلى قلوب أولاده. ومن أجل مسرَّة مساعدة شخصٍ ما، يُجبر هؤلاء الأشخاص على الحصول على وحيٍ وينتهي الأمر بهم إلى تلقي "الوحي" من العدوِّ. هذه حقيقة جديَّة وتسبِّب خسارة للكنيسة ولهؤلاء النَّاس.
كان الإسرائيليُّون مُخطِئين في الاختلاط بالحكماء، والسَّادة، والمتمرِّسين في فنِّ النَّجاح في كلِّ شيء. فجلَبوا نارًا غريبة إلى شعب الله. والنَّتيجة أسعدَت الذين كانوا مهتمِّين إلى شؤون هذا العالم، مفتونين بخداع الغِنى وطموحات الأشياء الباقية التي يحبّها الأشرار. لقد نسوا أنَّ عليهم أوَّلاً أن يطلبوا ملكوت الله وبرّه (متى33:6).
لا يُمكنك إنكار أنَّ هذه الأشياء جلَبت لهم الازدهار، لكنَّها أيضًا أدَّت بهم إلى الابتعاد عن الله (اشعياء2: 7-8). وكانت نتيجة هذا السُّلوك الحكم عليهم بالسَّبي حيث بقوا لمدَّة 70 عاماً. من لا يرغب في العودة إلى الأسر يجب أن ينكر نفسَه ويتبع السَّيد.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز