-
-
لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ (كورنثوس الثانية9:1)
هناك أشياءٌ تحدثُ للقدِّيسين تُزعج الَّذين ما زالوا غيرَ أقوياء في مسيرتِهم مع المسيح، ممَّا يدفع الكثيرين إلى التَّخلي عن إيمانهم بيسوع. ولكِن إلى أين يُمكن أن يركضَ هؤلاء النَّاس، مادام هناك اسم يسوع وحده هو الملاذُ والأمان والقوَّة لتحريرنا من هجوم الأعداء؟(مزمور1:46). "التَّخلي عن السَّفينة" هو كلُّ ما يريدك الشَّيطان أن تفعله، وبهذه الطريقة يُمكن أن يُكمِل عمله التَّدميري في حياتك.
تحدثُ المواقفُ الصَّعبة في حياتنا كاختباراتٍ سمحَ بها الربُّ. إنَّه يعرف مدى قوَّتنا ونضجنا الذي يجب أن نكون فيه، ولهذا السَّبب، يسمح لنا أن نُمَلَّح بنَّار (مرقس 9: 49). لذلك لا تيأس أو تخاف إذا جاءت التَّجارب واحدة تلو الأخرى وبقوَّة كبيرة. الآن، لن يدعنا الله نجرَّب أكثر ممَّا يمكن أن نتحمَّل (كورنثوس الأولى13:10).
أمرٌ هامٌّ هو القولُ أنَّ بولسَ لم يكن في الخطيئة؛ على العكس تمامًا، في ليسترا، كان الرَّسول في حضرة الله، لدرجة أنه بشّر بالإنجيل بطريقة قويَّة، لدرجة أنَّه تمَّ شفاء رجلٍ عاجز الرِّجلين مقعدٌ من بطن أمِّه (أعمال الرُّسل 14: 8-10). ولكن بعد ذلك مباشرة، جاءت التَّجارب، وفي وقتٍ مُباغت جداً، بدأ الكثيرون برجمِه حتى بدا ميتًا. لكنَّه عاد إلى الحياة بعد أن التفَّ حوله مجموعة من التَّلاميذ (الآيات ١٩، ٢٠).
كان الرَّسول بحاجةٍ إلى النُّمو لتحقيق مشيئة الله في حياته، لأنَّ الذين يستخدمهم الله يحتاجون أيضاً أن يتعلَّموا ألَّا يثقوا في أنفسِهم. سيشرح لنا الله في الأبدية أسباب مواجهتنا للعديد من التَّجارب. من المهمّ ألَّا تغضب ولا تشتكي أو تطلب منه "تركنا وشأننا"، لأنَّ جائزتنا ستكون عظيمة بلا شكّ.
قال بولسُ إنَّ المِحَنَ التي واجهَها في آسيا كانت فوق قوَّته، لدرجة أنَّه يئِسَ من الحياة (كورنثوس الثانية 1: 8). ولكنَّه سيُكافأ بسبب محبَّته وإخلاصه إلى الأبد. عرفَ كيف يكون خادماً، ولهذا يجازيه الله. ضَع في اعتبارك أنَّ الله القدير قد اختارك لتكون تلميذه؛ لذلك سوف يعلِّمك بالطريقة التي اختار لك أن تسلكها.
معركة إيصال الإنجيل حيث لم يُعرف المسيح ليست سهلة. يخوضُها الذين يحبُّون يسوع أكثر من أنفسِهم، الذين لا يهتمُّون بأمور هذا العالم. لم يخفْ بولسُ ممَّا كان يفعله، وعندما أحاط به أناسٌ كارهين كي يرجموه بالحجارة، ظنَّ أنَّ وقته قد آتى؛ ولكنَّ هذا كان مجرَّد درسٍ قدّمه الله له.
كانت جلسة الرَّجم شديدة لأنَّ الرَّجم لا يتوقَّف حتى يُعتبر الشَّخص ميِّتاً. لكنَّه عادَ إلى الحياة، لأنَّه تعلَّم أن يثقَ في الله الذي يُقيم الأموات. لا يهمّ ماذا ستعانيه من أجل محبّة يسوع؛ لا تترك إيمانك أبداً، حتى عندما يصعب تحمُّل التَّجارب.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز