-
-
فَذَهَبَ إِيلِيَّا لِيَتَرَاءَى لأَخْآبَ. وَكَانَ الْجُوعُ شَدِيدًا فِي السَّامِرَةِ، (ملوك الأول2:18)
إنَّ الله يستخدم الثَّابتون والمُطيعون فقط. لا يستطيع أن يُعطي قوَّته ومسؤولية أعماله للمتردِّدين في مواقف إيمانهم. العملُ الذي قامَ به الله اليوم من خلالِنا سيكون له نتائج أبديَّة. ستخلصُ بعضُ النُّفوس، ولكن للأسف سوف يهلك الكثيرون. مسؤوليتنا في تمثيل الربِّ عظيمة. لهذا السَّبب علينا أن نكونَ جادّين وخاضعين لتوجيهاتِه.
قدِّم نفسَك لصاحبِ الوصيَّة الأعلى، بغضِّ النَّظر عن ماهيَّة أوامره، وافعل ذلك متى يوجّهك. وكان أخاب يضطهد ايليا في كلِّ شيء. أمرَ كل المملكة بالتفتيش عن النَّبي (الملوك الأول10:18). ولكنَّ إيليا لم يستطِع الشَّك في الأوامر الجديدة الصَّادرة ولم يخشَ غضب الطاغية، لأنَّ خطَّة الربِّ تضمَّنت ذلك الاجتماع، والذي سيُنهي بالتأكيد مشكلة الجَفاف هذه إلى الأبد.
لاحظ كيف لم يرسله الربُّ مباشرة إلى الملك. هذا يعلِّمنا أن نسعى دائمًا إلى التَّوجيه الإلهيّ والثِّقة فيه. أولئك الذين يُرشدهم بالرُّوح القدس هم مثل الرِّيح، لا نعرف من أين تأتي أو إلى أين تتَّجه (أيوب8:3). المهمّ أن تثق فيما يقوله العليُّ وتتصرَّف حسبَ كلامه. سيكون توجيه الله دائمًا هو الأفضل في كلِّ حالةٍ.
يرى الإنسانُ القليلَ جداً. ولكنَّ الآبَ كلِّي العِلم ويعرف أفضل الطُّرق لحلِّ أيِّ صعوبة. وحلولُ البشرِ لن تقدِّم العلاج الكامل لأيِّ مشكلة، رغم أنَّه قد يعِدُ بالنَّصر الكامل. الله وحدَه يعلم أسباب كلِّ المشاكل وحلولها. "لقد صنعَ كلَّ شيءٍ حسناً. يجعلُ الصُّم يسمعون والبُكم يتكلَّمون " (مرقس37:7).
تسبَّب موقفُ أخاب وعائلته في موسم الجفاف والجوع الذي سادَ في إسرائيل. لو لم يُرسل الربُّ إيليَّا، لضاع الشَّعب في عبادة الأصنام والسِّحر التي كان الملك الغير المسؤول يغرسها في أرض أبناء الله. هؤلاء الحمقى استهزأوا بالله وقادتهم أكاذيبُ العدوِّ.
عندما رأى أخابُ إيليا، دعاه بمكدِّر إسرائيل (ملوك الأول17:18). وهذا يدلُّ على أنَّ أخاب عرفَ أنَّ رجلاً من الله قد أغلق طاقات السَّماء على الأمة، فلم تُمطِر (الملوك الأول1:17). كانَ ردُّ إيليا على الملك مباشرةً: «لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ (الملوك الأول 18.18). للأسف لن يغيِّر الكثيرون آراءهم إلَّا بعد معاناةٍ شديدة؛ وآخرون يُحدثون تغييرًا جزئيًا، لكنَّهم لن يلجؤوا إلى الحقِّ أبداً.
كانت نهاية المعاناة التي سبَّبها موسمُ الجفاف تقترب، ولكن كان من الضَّروري أوَّلاً إظهار الإله الحقيقي. سَمِعَ إيليا من القدير ما يجب عليه أن يفعله وفعلَ ذلك تماماً. وكانت النَّتيجة أنَّ بني إسرائيل عادوا إلى الربِّ، وخَزيَ الذين يعبدون العدوَّ. أعظم مهمَّة لنا هي تمجيدُ العليّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز