-
-
بَلْ بِالْقَلْبِ تَعْمَلُونَ شُرُورًا فِي الأَرْضِ ظُلْمَ أَيْدِيكُمْ تَزِنُونَ. (مزمور2:58)
الفسادُ آفةٌ أصابت كافة مجالاتِ المجتمع. يقولُ بعضُ النَّاس أنَّه لا يوجد علاجٌ له، والأسوأ أنَّ هذا الشَّر قد وصلَ حتى إلى أعضاءِ جماعة الربِّ المقدَّسة. فقط من خلالِ احترام كلمة الله، يُمكنُ للمَرءِ أن يَهربَ من هذه المُمارسة، التي تُهيمن اليومَ على ما يقرب من مائة بالمائة من العاملين في قِسم المشتريات في الشَّركات والعديد من الإداراتِ العامَّة.
عددًا ليس قليلاً ممَّن وقعوا في خطايا مختلفة مثل هذه، لم يعودوا قادرين على التَّحدث عن العدالة. المسؤولية لا تقع على عاتق الله. على العكسِ من ذلك، فهو يحذِّر من التَّجارب الموجودة في كلِّ مكان، لذا فإنَّ الَّذين يُفسدون أنفسَهم مسئولون عن أفعالِهم الخاطئة. هناكَ الكثير من النَّاس الذين يجب أن يفسحوا المجالَ للوصيَّة الإلهيَّة لتعمل في قلوبِهم، لكنَّهم بدلاً من ذلك يستخدمونها لصالِح آثام ومحاولات العدوِّ.
لا يوجد تفسيرٌ للشَّخص الذي يَسمع كلمة الله ويستمرّ في فعلِ الخطأ. الكلمة لطيفة لكنَّها قويَّة. في اليوم الأخير، سيتمُّ الحكمُ علينا بسبب ما فعلناه أو فشِلنا في القيام به بشأن الرِّسالة التي تعطينا إيَّاها الكلمة. أولئك الَّذين يعترفون بالحقِّ يكتشفون أنَّ بعضَ المواقف لا تُرضي الربَّ، ويطلبون المغفرة ويتخلَّون عن الخطأ. الآن يعتقدُ الحمقى أنَّهم لن يتفاجؤوا أبدًا ولن ينجرفوا في التَّجربة، لكن عندما يفتحون أعينَهم، سيكونُ الأوان قد فات.
من يُخطئ، حتى لو لم يَكن متورِّطًا بالكامل في الخطيئة، على الأقلِّ، يصوغ خططًا تقوده ليمسك بأيدي الشِّرير. عندما تنتشر الفوضى، فإنَّها لا تجلبُ السُّوء فقط، بل تمنع فِعل العدالة الإلهيَّة أيضاً. لن تنفعَ صلاةُ الشَّخص وتضرُّعه للسَّماء إذا كان مرتبطًا بمواقف يدينها الربُّ. أولئك الَّذين ينتمون إلى الله يجب أن يكونوا طاهرين من كلِّ خطأ وألَّا يتَّسِخوا.
الأيدي غير الطَّاهرة مليئة بالعنف، وعندما يُحاكَم الإنسان معهم، فإنَّ مثل هذا العمل يَثقل على الأرض، ومعه يتألم الكثيرون. كلُّ موقع تتَّخذه هو تجربة. أولئك الذين يخفون الخطأ أو يخططون لأيِّ خطيئة، بالمثل، يُثقِلون عنف أيديهم. ولكنَّ الذين يكرِّسون أنفسهم لله يمكنهم ويجب عليهم أن يرفعوا أيادي مقدَّسة لا يوجد فيها غضبٌ أو عنفٌ. هذ مرضيٌّ لله القدير!
صلواتنا هي أيضًا أحكامٌ، قرارات تحرِّرنا أو تديننا. لذلك، قُمْ بتحليل سلوكك وانظر إذا كانت الطريقة التي تعيش بها قد جعلتك ترتكب أخطاء عن طريق الصُّدفة. لا تصلِّي لأيِّ سبب آخر غير التَّخلُّص من الضُّعف الذي يُمسِك بك. من استسلم للتَّجربة صارَ لها عبداً. لذلك عليك أن تصرخ إلى الربِّ ليخلِّصك من كلِّ شرٍّ. الآبُ الأبدي يُحرِّر!
إنَّ الله القدير يَضمنُ لنا أنَّنا سنتحرَّر وإلَّا نُدان بأفعالنا، بالاعتماد على الطريقة التي نسلك بها فقط. إذا تصرَّفنا مثل الفريسيين، سوف تستمرّ خطايانا وبهذه الطريقة لن يُغفر لنا. لكن إذا كنَّا صادقين واعترفنا بأخطائِنا، فإنَّ الأبَ المحبّ سيغفرُ لنا ويبرِّرنا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز