-
-
زَاغَ الأَشْرَارُ مِنَ الرَّحِمِ. ضَلُّوا مِنَ الْبَطْنِ، مُتَكَلِّمِينَ كَذِبًا. (مزمور3:58)
يُولَد الإنسانُ منفصِلاً عن الله. يحدثُ هذا للجميعِ فعلاً، بغضِّ النَّظر عن الوضع الاجتماعي للوالدين أو مكانِ الميلاد أو أيِّ سببٍ آخر. بسبب معصيةِ آدم خُلق الإنسانُ في الخطيئة. ولكن عندما يسمعُ المرءُ الكلمة ويقبل يسوعَ كمخلِّص له، فإنَّه يُصبح من أبناء الله (يوحنا12:1). لذلك لن تَسود الخطيئة على حياته، والفرد يُخلق ثانية في المسيح (كورنثوس الثانية17:5).
تُعتَبر المرَّة الأولى التي يسمع فيها الشَّخص الوعظ بالكلمة من أهمّ اللَّحظات في حياته لأنَّه في تلك اللَّحظة يُمكن أن يتحرَّر من الإدانة أو يَثبت في شرِّه. يجب أن يكون الواعظ في حضرة الله وممتلئًا من الرُّوح. وبهذه الطريقة يُستخدَم كأداة مقدَّسة في يدِ الربِّ، وكلُّ من يُنصِت ويَسمع الكلمة يَخلُص. لكنَّ الذين يرفضون إطاعة عمل الرُّوح القدس سيَهلكون.
علينا أن نحيا في القداسة حتى يَمنحنا رحمُ ميلادنا- المسحةَ كأبناءٍ لله من أجل القيام بعملهِ- لنولِد أبناءً كثيرين للربِّ. الآن، إذا استمرَّ الشَّخص في الخطيئة، بغضِّ النَّظر عن مدى صعوبة المحاولة التي يقوم بها، فلن يُنتِج أيَّ ذرّيةٍ للربِّ. سيحصلُ الشَّخص على بعض المرتدِّين الدِّينيين فقط، الذين لم يولدوا في المسيح- بل وُلدوا أشرارًا. أمَّا الذين في القداسة فهم الذين سيَخلصون.
تُظهِر الأخطاءُ التي يُظهرها النَّاس أنَّ الشَّخص شرِّير. تقولُ الكلمة أنَّ إمداد المياه العذبة لن يأتي من شخصٍ ضالٍّ أبداً؛ وبالمثل، أَلَعَلَّ يَنْبُوعًا يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ الْعَذْبَ وَالْمُرَّ (يعقوب11:3). يجب أن تكونَ الأداة مقدَّسة، حتى يتمكَّنَ الربُّ من استخدامِها لمجدِه. يُحسِن إلى نفسِه الشَّخص الذي يفعل الخطيئة إذا طلبَ مغفرة الله وتطهّر. وإلَّا فإنَّه يعمل عبثاً.
لن يَخرج الحقُّ من فم المذنب أبدًا. من المُمكن أن يكون الفرد قد حفظ الكتاب المقدَّس، ويتحدَّث عن أفعال الله وأن يكون فنانًا، وخبيرًا في إثارة المشاعر وسطَ الجماعة؛ لكن هذا لا يعني أنَّ الله يعمل من خلاله. يُصبح النَّاس عاطفيين حتى عندما يرتكب الشَّر اثنين من الخطأة الجهلة الذين أسلَموا أنفسَهم للخطية، ولهذا يُعاملون بشكلٍ سيّء.
أولئك الذين يُولدون من جديد ويعيشون في محضر الله يعلمون أنَّه لن تخرج أيَّ خطيئة من أفواههم. قد يأخذ العدوُّ هؤلاء النَّاس إلى حدود الخطيئة، لكن عندما يشعرون باللَّمسة الإلهيَّة، يعودون إلى الوراء ولا يسقطون. غالبًا ما يكون من الصَّعب التعامل مع ما يتعيَّن على بعض الأشخاص المخلّصين مواجهته؛ ولكن إذا وثِقوا في الربِّ، فسيحاولون جاهدين ألَّا يقعوا في التَّجربة. أجِب من كلِّ قلبك، أيُّ نوعٍ من المسيحيين أنتَ؟
كُنْ حذراً! العدوُّ قادرٌ أن يجعلك تشعر قائلاً: لا بأس من ارتكابِ الأخطاء، لأنَّ الله يتفهَّم مشكلتك. إذا كنتَ لا تريد أن تُعتبر مذنبًا وبالتالي تُستبعد من الربِّ، فلا تدع هذه الكذبة تجد مكاناً في قلبك. إنَّ الله القدير يحبُّك ويريد أن يخلِّصَك من الهلاك الأبديّ. ولكن الأمر متروكٌ لك لقبول خلاصِه أم لا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز