-
-
لأَنَّهُ يُؤْتِي الإِنْسَانَ الصَّالِحَ قُدَّامَهُ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً وَفَرَحًا، أَمَّا الْخَاطِئُ فَيُعْطِيهِ شُغْلَ الْجَمْعِ وَالتَّكْوِيمِ، لِيُعْطِيَ لِلصَّالِحِ قُدَّامَ اللهِ. هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ (جامعة26:2).
لا يُمكن أن تكون خادماً لله ولا تطيع وصاياه. أولئك الذين يعتقدون أنَّهم يستطيعون أن يقرِّروا طاعة ما تمَّ تأسيسه أم لا يخدعون أنفسهم. الآن، وصايا الله القدير ليست غير ثقيلة فحسب، بل تمنح المكافأة لمن يتمِّمها. من المفيد أن تكون لديك الوصايا الإلهيَّة وتحفظها. أولئك الذين ينفِّذون أوامر الربِّ ينالون العطايا والفضائل من يدي الله القدير.
بالنِّسبة إلى القدير، فإنَّ الإنسان الصَّالح هو الذي ينحني أمام إرادته ويطيع قراراته. يحظى هذا الشَّخص بتقديرٍ كبيرٍ من قبل السُّلطة السَّماوية، لأنَّه لن يكون هناك توبيخٌ أو إدانة في سجِّلاته. أولئك الذين لا يهتمُّون بمعرفة ما يجب على خدَّام الربِّ فِعله وما لا يجب عليهم فِعله، سيكتشفون أنَّهم اتَّخذوا القرار الأسوأ في حياتِهم؛ مع هذا، لن يعانوا من الإدانة فحسب، بل سيفقدون أيضًا الكثير من البركات.
الأشخاص المناسبون لمؤهلات الخير ينالون الحكمة والمعرفة والسَّعادة. بهذه الطريقة سيعرفون كيفيَّة التَّصرُّف في جميع المواقف التي قد تظهر، سواءً كانت جيِّدة أو سيِّئة. ستَمنح المعرفة للذين يمتلكونها، ثباتًا لن يتمكَّن الآخرون من امتلاكه. كما تفتح السَّعادة الابواب في كلِّ مكانٍ لائقٍ لتمنع أعمال العدوِّ. أخيرًا، كلُّ ما يُطلب يجب أن يُعطى.
الآن أولئك الذين يستمرُّون في التمرُّد سيكونون دائمًا مليئين بالمشاكل والأزمات. وما يفعله المسيحيُّ بالوحي الذي يتلقَّاه من الربّ يؤثر في حياتهِ سلباً أو إيجاباً. أولئك الذين يحبُّون العالم والأشياء التي تأتي معه، بلا شكّ، سوف يسقطون دائمًا (1يو2، 15). يمكنه أن يختبر ويحصل على الأفضل من الله، فقط إذا كرَّس نفسه في إدراك ما أوصي به، فالذين يفعلون الخير يُصبحون أمثلة للنَّجاح من خلال الإيمان.
يعملُ بعض الخطأة بشكلٍ مفرط، ويسعون بأقصى الطُّرق لإنقاذ البعض الآخر. ولكنَّ هذا مضيعةً للوقت، لأنَّه في اللَّحظة التي يُمكنهم فيها الاستمتاع بعملهم الشَّاق أخيراً، لِيُعْطِيَ لِلصَّالِحِ قُدَّامَ اللهِ. (جامعة26:2). كلُّ قانونٍ روحي هو أبدي ولا يُمكن المساومة به، لأنَّه لا يتغيَّر حسَب تغييرات إرادة النَّاس. يعملون لصالح خدَّام الربّ.
الحقيقة هي أنَّ القدير لم يخطِّط لشخصٍ ما كي يعمل ويعطي عائداته لشخصٍ آخر، ولكن ليستمتع الشَّخص بعائدات عمله الشَّاق. ولكن، بعد رؤية الكثيرين الذين لا يكرِّسون أنفسهم لفعل ما هو مطلوب، بدأوا في فِعل ما يقوله الواعظ في النِّهاية. فقط من خلال عطايا الربّ، سنتمكَّن من الاستمتاع بما لدينا. لا يوجد سببٌ للجهاد لتحقيق المزيد والمزيد كلّ يوم إذا لم تكن في سلام مع الربّ.
الهروب من الغرور ومن ضيق النَّفس هو ما يريده الجميعُ. ولكن فقط الذين يؤمنون بالآب ويفعلون ما يريده سيكونون قادرين على تحقيق ذلك. إنَّه لأمر محزن أن نرى أشخاصًا يتمتَّعون بإمكانيات عملٍ عظيمة، ويقضون حياتهم دون ذكاء ومعرفة وسعادة يمنحها الله لكلِّ من يتعلَّم إرادته ويحقّقها.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز