-
-
رُؤْيَةُ الْعُيُونِ خَيْرٌ مِنْ شَهْوَةِ النَّفْسِ. هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ. (جامعة9:6)
عندما يُظهِرُ اللهُ لك شيئًا، عليك أن تقبله على أنَّه الأفضل. في الوقت نفسه، يجب أن تكون حريصاً لئلَّا تأخذ المقترحات من الشِّرير. بما أنَّ الشِّريرَ كاذبٌ، فلن يقولَ الحقيقة أبدًا؛ لذلك كلُّ ما يأتي منه هو مجرَّد خداع. الآن لا يجب دراسة كلِّ ما هو غير موجود في وحي الله القدير. أولئك الذين يقبلون نصيحة الصَّحو والصَّلاة لن ينخدعوا أبدًا (مت 26 ،41).
يأخذك الشَّيطان إذا لم تكنْ متيقظًا لرؤية المواقف التي ستبدو أنَّها بلا شكّ جيِّدة جدًّا، لكنَّها في الواقع مثل الثَّمرة التي أكلتها حوَّاء- ضارَّة تمامًا. هدف العدوِّ هو السَّرقة والقتل والتَّدمير (يو 10:10أ)؛ لن يساعد أحداً أبداً. إذا أعطى شيئًا لشخصٍ ما، فسيتعيَّن عليه أن يدفعَ ثمنَ ذلك مع الكثير من المعاناة، وستدومُ المنفعة للفترة التي أخِذ فيها الشَّخص بعيدًا عن محضرِ الربِّ فقط.
إنَّ الشَّيطان خبيرٌ ليجعل البشر يتجوَّلون في أفكارِهم، ويسلِّمون أنفسهم إلى الجَشع، ولا يرون الأشياء التي من عند الربّ، بل ما أعدَّه الشِّرير لإبقائه في الخطيئة. يجب على الشَّخص أن يتأمَّل فيما هو مؤسَّس في الكتاب المقدَّس فقط، لأنَّ الكلمة ليس فيها حِيَل أو أفعال شرِّيرة. عندما تمتحن الكتاب المقدَّس، أنت من قِبَل الآب، تعلم أنَّك ستجد هناك ما يخصُّك وما يُمكن أن تفعله بواسطة الإيمان بيسوع.
كلُّ من يتعرَّض للمُضايقة من قِبَل شخصٍ متزوِّج، عليه أن يفهم أنَّه يتعرَّض لفخٍّ من الشَّيطان. لانَّ الذي يعرض التَّجربة لا يحترم بيتَه. وإذا تعاملتَ مع هذا الشَّخص في المُستقبل، فسوف يفعل نفسَ الشَّيء ضدَّك كما فعلَ مع الشَّخص الذي قبلك. لماذا يهتمُّ شخصٌ ما بك، مادام قد ألزمَ نفسه بشخصٍ آخر بالفعل؟ إذا كان العذر هو أنَّه "ليس سعيداً مع شريك حياته" فهذا الفكر محضُ شيطانيّ. وإذا كان هذا صحيحًا، فلماذا يساهم هذا الشَّخص في تدمير منزل إنسانٍ آخر؟
لا ينفع الغرورُ أبداً، وهو فشلٌ في كلِّ شيء. أولئك الذين يولون اهتماماً للعدوِّ يقعون في مثل هذه الحالة الرُّوحية التي تبدأ في تخيُّل الأشياء كما لو كانت حقيقيَّة. كلُّ يوم يبتعدون عن الواقع، وإذا تمكَّنوا من الاستيقاظ يوماً ما، فسيَروا مقدار الوقت الذي فقدوه بالفعل. لا يوجد شيءٌ أفضل من العيش حسب الكتاب المقدَّس، "شرب" الوحي من الربِّ، والذي هو الحقٌّ دائماً (يو6:14).
الأزمات الرُّوحية تؤثر على النَّاس الذين لا يؤمنون بإرشاد الربِّ. عندما يتوهَّم الشَّخص كثيراً، يتَّخذ القرار الأسوأ. أمَّا الذي يؤمن بالتَّوجيهات المعطاة من الرُّوح القدس ينتصر حقًا. بالنِّسبة له، لا يوجد وقتٌ عصيبٌ، ولا مشكلة بدون حلٍّ. فريق أبطال الإيمان مؤلَّف من هؤلاء الأشخاص الذين لا ينحنون أمام أفعال الأعداء، لأنَّهم مقدَّسون في كلِّ شيء.
لا شكَّ أنَّ القرارَ الأصَحَّ هو الإيمان بما يقوله القدير، فهو يعلم ما هو الأفضل لك من جميع النَّواحي. إتِّباع تعليماته هو السَّبيل الوحيد للسَّعادة الكاملة؛ ولكن من الضَّروري توخِّي الحذر، لأنَّ العدوَّ سوف يستخدم كلَّ ما في وِسعه لإبعادك عن طريق الربِّ. لقد حقَّق الشَّيطان بالفعل نجاحًا في حياة العديد من المسيحيين الذين لم يكونوا يقظين.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز