-
-
فَأَمَرَنَا الرَّبُّ أَنْ نَعْمَلَ جَمِيعَ هذِهِ الْفَرَائِضَ وَنَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَنَا، لِيَكُونَ لَنَا خَيْرٌ كُلَّ الأَيَّامِ، وَيَسْتَبْقِيَنَا كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ. (تثنية24:6)
كلُّ وصيَّة للربِّ لها هدفٌ. في الأيَّام التي استقبل فيها الإسرائيليُّون وموسى الفرائض الإلهيَّة- مجموعة من القوانين التي يجب مراعاتها- أُبلِغوا أنَّ هذه ستكون لمصلحتِهم. من ذلك الحين فصاعدًا، يُمكنهم احترام العليِّ ومخافَة اسمِه القدُّوس. المسيحيُّون الذين لا يهتمُّون بمعرفة ما هو مسموحٌ أو ممنوعٌ لن يُطيعوا الربَّ، وبالتَّالي لن ينجحوا.
لقد فكَّر الله في سلامِنا عندما أمرَنا بعدم التَّصرف بطرقٍ معيَّنة، ولهذا السَّبب يجب أن نُحبَّ قوانينه ونفرح بها. عندما نفهم الوصايا، يكون الطريقُ مفتوحاً للربِّ ليعملَ من أجلِنا إذا حفظناها. أولئك الذين ليس لديهم أيَّة عقباتٍ في حياتهم، يُستجاب لهم سريعاً عندما يَصرخون. أمَّا الذين لا يحترمون الكلمة فلن يتمَّ الرَّدُ عليهم.
لقد انتقلنا من مملكة الظلمة والألم وكلِّ نجاسة إلى ملكوتِ النُّور والكمال والبرِّ والقداسة، حيث يسودُ روح الله على أولاده ويوجِّههم. لا يُمكننا أن نفعل ما يتبادر إلى أذهاننا في هذه المملكة، بل نعم، يجب أن نفي بالفرائض. أولئك الذين يتهاونون ولا يَسعدون بإرضاء الربِّ، يعيشون مثل الأشرار. ولكنَّ الذين يجاهدون لإرضاء الآب فيعيشون بشكل رائعٍ.
تُعلنُ الكلمة أنَّ رفاهيتنا في الحياة يجب أن تكون أبديًة، ويجب أن تبدأ عندما نستمع إلى الكتاب المقدَّس وتكتمل بمجيء يسوع، حيث نُظهَر أمام العليِّ. أولئك الذين يخافون الله لن يُتركوا على الأرض، والذين يفعلون إرادتهم ويُخطئون سوف يواجهون الغضبَ الآتي. في ذلك اليوم، سيكون من غير المُجدي تقديم أسبابك للربِّ، لأنَّه سيقول إنَّه لم يعرفك أبدًا (متى23:7).
عندما تطيعُ أمرَ الوصايا، وهي مخافة الربِّ، فلن تُهزم في معاركك. ستكون مكافأة المؤمنين أبديَّة، لأنَّهم لن يستمعوا للتَّجارب فيما بعد، ولأنَّهم يعيشون في عالمٍ من الكمال، لن يُغادروا أبدًا هذا المكان. لن تكون هناك ذكرى واحدة لكلِّ الأشياء السَّيئة الموجودة على الأرض. بدون شكّ، فإنَّ الأمرَ يستحقُّ الهروب من الخطيئة ومن أولئك الذين يُمكن أن يتسبَّبوا في ارتكابك الإثم.
بمجرَّد أن تحافظ على التَّعاليم الإلهيَّة، فإنَّك تظلُّ آمِنًا في الحياة، لكنَّ الذين يختارون المَعصية سيعانون من هجمات العدوِّ. إنَّ الخدَّام الذين يَظلُّون حازمين في تنفيذ أوامر الله سيَختبرون رضاه إلى الأبد. هذا الموقف شخصيٌّ ولن يتأثَّر بإهمالِ أو طاعةِ شخصٍ ما. فكُنْ مُطيعًا وتذوَّق محبَّة الله.
النَّاسُ الذين لا يُسلِمون أنفسَهم إلى العليِّ سيَرون أنَّهم لم يتَّخذوا القرار الصَّحيح، لأنَّهم سيُدركون أنَّهم ابتلوا بقوى الشَّر، وسوف يسيرون نحو الهلاك الأبدي بعد الموت. سيُحدِّد سلوكك ما ستكون عليه إلى الأبد. لا تترك لوقتٍ لاحقٍ قرارَ حِفظ وصايا الربِّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز