فَلَبِسَ الْبِرَّ كَدِرْعٍ، وَخُوذَةَ الْخَلاَصِ عَلَى رَأْسِهِ. وَلَبِسَ ثِيَابَ الانْتِقَامِ كَلِبَاسٍ، وَاكْتَسَى بِالْغَيْرَةِ كَرِدَاءٍ. (اشعياء17:59)

الصُّورة التي يَرسمها إشعياءُ للربِّ هي ما يُريد الله أن يراها فيك. لم يهرب يسوعُ من المعركة، ولم يأخذه اليأسُ ولا "رمى المنشفة". أي لم يتخلَّ عن المعركة، حتى ربِحَها بالكامل. يجب على كلِّ خادم لله العليِّ أن يتَّزر بالكرامة وبملء مَسحة العليِّ وأن يكون مستعدًّا لمواجهة أيّ تمرُّد أو هجماتٍ للعدوِّ. تتحقّق مقاصد الآب دائمًا في حياة الذين يؤمنون به.

يجب أن يكونَ هدفك الأكبر هو أن تلبسَ البرَّ، أكثرَ من الجِهاد من أجل الحصول على السَّلام والازدهار والصَّحة، يجب أن تعيشَ في ملء البركة، حتى "يقرأ " النَّاس كلمة الله فيك. يجب أن تُظهِر شخصيَّتك والتَّعبيرات الأخرى للجميع أنَّك حقًّا مولود من جديد من الماء والرُّوح (يوحنا 3: 5). لا تكن مجرَّد شخصٍ متديّنٍ.

إنَّ العملَ الذي أنجزه يسوعُ على الجُلجلة هو أفضلُ لباسٍ يُمكن استخدامَه، لأنَّه يغطّينا بالقدرة على عدم السَّير بدون ملابس روحيَّة، ويوجِّهنا أن نقول لا لقوى الشَّر ويقوِّينا لكي نمضي قدمًا مثل يسوع. علاوةً على ذلك، يجب أن يكونَ وجودنا هنا مميَّزًا بأعمالِ الله؛ لهذا نحصلُ على ثيابِ الانْتِقَامِ. لا يُمكننا أن نسمحَ لفِخاخ العدوِّ باصطياد أيّ إنسانٍ.

لا يعرفُ الشَّخصُ القذرُ مقدارَ خسارتهِ لأنَّه لن ينجحَ في معاركه أبدًا. من ناحيةٍ أخرى، ينتصرُ المتآزرون بلباس البرِّ. قوَّة الله في ثياب الانْتِقَامِ. لهذا لا يُمكن أن ننشغلَ بأمورٍ لا ينتقم الربُّ لها، على الرُّغم من أنَّ مُعظم النَّاس يبحثون عن ذلك.

عندما تتماشى أفعالنا مع إرادة العليِّ تُعتبر أعمال برٍّ، والتي هي بمثابة درع البرِّ، الدِّرع الحقيقيُّ للمسيحي (أف14:6). في هذه الحالة، يجب أن نتحلَّى بالشَّجاعة وألَّا نُظهر أيَّ خوفٍ أمام تهديدات الشَّيطان. يجب أن نحتقر الخطيئة من كلِّ قلوبنا، فنحنُ أبناء الله، ولا شيءَ يُمكن أن يلفِت انتباهنا مهما كان ممتعًا. هدفُ المسيحيُّ هو إرضاء من جنَّده دائمًا.

يجب أن تُستخدِم غيرتك كعباءةٍ في الأيام شديدة البرودة، وهي تُظهر محبَّتك لعملِ الله. تمسَّك بهذه الحَماسة وكرِّس نفسك للربِّ حتى آخر يومٍ لك على الأرض. اهربْ من كلِّ التَّجارب ولا تتأثَّر بغواية الشَّيطان. بالنَّتيجة، لقد دُعيت لتكون بركة وممثِّلاً للقدير (يوحنا16:15).

عباءة قوَّتك تعتمدُ على مدى انشغالِك بمحبَّة الربِّ. يجب أن يكون اهتمامُك بالعمل الإلهيّ كبيرًا لدرجة قمعِ رغباتك الشَّخصية؛ وهكذا ستختبر أفضلَ ما لدى الله. اجعل هدفَ حياتك أن يكونَ حضورُ الآبِ من حولِك بالكامل. وهكذا يكونُ اللهُ معك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز