-
-
فَطَرَحَ رِدَاءَهُ وَقَامَ وَجَاءَ إِلَى يَسُوعَ. (مرقس50:10)
أدرك الأعمى بارتيماوس أنَّ السَّيد سيُقدِّم حلّاً لمشاكله عندما استمع إلى يسوع. الفهمُ الذي تتلقَّاه عندما تستمع إلى الربّ هو ما يُريد أن يحقِّقه في حياتك. ثمّ انتبه لِما يجب القيام به كي تمتلك ما يُعلن الله أنّه ملكٌ لك. الإيمانُ كاملٌ ولا يمنحك القوَّة للحصول على البركة فحَسب بل يمنحك أيضًا التَّوجيه للمُضي قدمًا بحكمة لامتلاك ما يخصُّك.
تنتهي أيَّام الذُّل عندما تقبل المَسيح. في قضيَّة بارتيمايوس، حيث كان في حالة العَمى وحالة البؤس التي عاشَها؛ ولكن تشكَّلت لديه قناعة أنَّه ابن الله، وبه يمكن أن يتحرَّر من كِلتا المِحنتين. لهذا لا ترفض ما يُخبرك به الإيمان، فمن خلاله حقَّق القدماء شهادةً جيِّدة وأرضوا الربَّ. حتى يومنا هذا، فإنَّه يُعطينا التَّوجه الصَّحيح لكيلا نكون ذات الشَّخص بعد الآن، بمجرَّد أن يدخل حياتنا لتغييرنا تمامًا.
صرخَ بارتيماوس حتى استُجيب له على الرُّغم من التَّوبيخ الذي ناله. لا تعيرَ أيَّ اهتمامٍ لأولئك الذين يُعارضون موقفك من الثقة بالربِّ. إنَّها حقيقة عندما يؤكد العليُّ أنَّك ستتخلَّص من مشكلتك، يستخدم العدوُّ النَّاس لمحاولة منعك من التصرُّف وفقًا للغرض الإلهي. ومع ذلك تذكَّر أنَّ الإيمان لا يتبع المنطق، ولا ينتج شيئًا في ذهنك؛ إنَّه اليقينُ الذي يتبادر إلى قلبك عند الاستماع إلى كلمة الله (رومية17:10).
كلُّ من لديه إيمانٌ لا يخضع لأيِّ طلبٍ بشريٍّ ولا يسكت عن تأنيب شخصٍ آخر، لكنَّه يتصرَّف كما يُعلّم الكتاب المقدَّس، وبالتَّالي يرى كلَّ صعوبة قد حُلّت بالكامل. يجب أن تكون أعظم سلطة في حياتك، ومن خلالِها ستُرضي الربَّ. يفرح العليُّ بالشَّخص الذي لا يخاف ويحارب حتى يتحقَّق وعد الربِّ. هؤلاء النَّاس يصبحون ناجحين.
تركَ بارتيماوس ثوبه جانبًا لإثبات ثقته في الله، لأنَّه اعتقد أنَّه لن يحتاج إليه بعد الآن ليثبت بؤسِه. من تلك اللَّحظة فصاعدًا، ستكون لديه كرامة وسيَرى كلَّ شيء بعيون المُنتصر. لم يكن هناك رؤى في حياته قبل لقاء يسوع، ولهذا كان يعتبر نفسه بائسًا، ويستحقُّ الشَّفقة ومساعدة الذين رأوه على تلك الحالة. ولكن الذي يشفيه المسيح يرى الصُّورة بطريقة منتصرةٍ.
قامَ الأعمى وذهب إلى السَّيد. هذا هو الموقف الذي يجب أن نتحلَّى به جميعًا. ما دُمنا نجلس على كرسيّ الهزيمة فلن نحقق شيئا سوى بعض الصَّدقات. ولكن عندما ننهض ونتَّجه نحو المُخلِّص، فإنَّ نجاحنا مؤكَّد. لا يوجد سجلٌّ كتابي عن شخصٍ أصيب بخيبة أملٍ من الربِّ. أولئك الذين يذهبون إلى يسوع لا يعودون بأيديهم فارغة أبداً، لأنَّ السَّيد لا يقول وداعًا دون إعطاء ما يحتاجون إليه أبداً.
بينما تستمع إليه، ثِقْ في الدَّعوة التي يوجِّهها الربُّ يسوع إلى قلبك، لأنَّه لن يخيب أملك بالتأكيد. ضَع حدًّا لمعاناتك وترحيبًا حارًا بحياة صالحة ونظيفة ووفيرة. بدون المسيح، لا يوجد سوى عدم اليقين والخِداع وجميع أنواع الضِّيقات. معه، لن تتوسَّل أبدًا لشَخصٍ ما، لكنَّك ستتحقِّق نفسك بالتأكيد.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز