قوة الإيمان

كَتَبَ بُطرُس عَنْ مَجيء الرَّب يَسُوع. وهَذا الحَدَثُ العَظِيم سَيحدث يَوماً مَا، وهو مَحدَّدٌ عِندَ الآب وبِعِلمهِ. ويُعَلِّمُنا الرَّسُولُ أن نَعيشَ بسِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وبالتَقْوى. أمَا أولئِكَ الَّذين يُحِبونَ العَالمَ ويُجاهدُونَ لِكي يَمْتلكوا أشياءً فِيهِ سَوفَ يَكونُونَ دَائماً في حَالةِ اِكتِئاب، لأنَّ كُلَّ شيءٍ في هَذا العَالم سَيحْترق ويَخْتفي مِنَ الوجُودِ. ويَكونُ هُناكَ سَمَاءٌ جَدِيدَةٌ وَأَرْضٌ جَدِيدَة (رؤيا 21: 1). لِذلكَ عَلينَا أن نَعيشَ بسِيرَة مُقَدَّسَة لِكَي لا نَخْسر كُلّ شيء.

سَيُبَوَّقُ في البُوقِ الأَخِير، ويَأتي الرَّبُ يَسُوعَ إِليْنَا، وفي الوَقتِ الَّذي تَحْترقُ فِيهِ العَنَاصِر وتَنْصَهِر، فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ فينا سَيَصِيرُ ظَاهِراً لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ، فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً، لكن إن احترقَ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ، وسَيَبْقَى فَقَطْ مَا ليسَ خَشَبًا أو عُشْبًا أو قَشًّا (1كورنثوس 3: 12- 15).

بمَجِيء المُعَلِّمْ، كُلّ مَا اِقْتَنَاهُ الإنْسَانُ مِن مَشاريِعٍ وأمْوَالٍ سَتَحترق تَمَاماً وتَزُول مِنَ الوجُود. ويَبْقَى مَا فَعَلناهُ وِفْقَ كَلِمة الرَّبِ، لأنَّهُ لنْ يَصمُدَ أيُّ عَملٍ جَسدي أمَامَ نارِ الآب، فَالسَّماءُ والأرْضُ سَتزولانِ تَمَاماً. الله وَحْدهُ يَعَلمُ مَتى سَيكونُ هَذا اليَوْم، لِذَلِك يَجبُ أن لا يَخْدعنَا أَحَدٌ ؟ والابْن سَيَعْلمُ أيَضاً عِنْدمَا يُخْضِعُ لهُ الآبُ كُلَّ شيءٍ (متى 24: 36- 42).

لا يُوجدُ طَريقةٌ للنَجَاةِ مِنَ العِقَابِ المُعْلَن، الَّذي سَيأتي عَلى كُلّ الَّذينَ لا يَعِيشونَ وفْقَ المَشِيئةِ الإلهيةَ، وبِخُضوعٍ تَامٍّ للرَّبِ، هَؤلاءَ سَيكونُ مَصِيرهُم الْبُحَيْرَةُ الْمُتَّقِدَةُ بِالنَارِ وَالكِبْرِيت إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ (رُؤيا 20: 15؛ 21: 8)

فاقْبَلُوا إرْشَادَ بُطرسَ وعِيشُوا بسِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وبالَتَقْوى، لأنَّ الَّذي يَعيشُ في الخَطِيئةِ يَكُونُ عَبداً لهَا. ولنْ يَكونَ عِنْده وقتٌ للتَّوبةِ أو النَّدمِ، فَهو دَائماً يَكونُ مَسْلوبَ الإرَادةِ، ولا يَقْدرُ أن يَتّخِذَ أيَّ قَرارٍ. و"لاَ تَضِلُّوا" في (1كورنثوس 6: 9) تُعَلَّمُنا أنَهُ فِي ذَلِكَ اليَوْم سَيتمُ فَصْلُ الخِرافِ عَنْ الجِداءِ.

يَمَنَحَك الرَّبُ اليَوْمَ فُرصَة لمُراجعةِ نَفْسَك، لئَلا تَكونَ وَاحِداً مِن أولئِكَ الَّذِينَ سَيَمُوتُونَ المَوْت الثَانِي، لِذلك أصْلِح طُرُقَك في الحَيَاة واِنْدمْ و اِرْجِعْ للرَّبِ، وكُنْ جَاهِزاً وحَكِيماً دَائِماً، لأنَ الخَطِيئةَ تسبّبُ لكَ الموتَ الرُّوحي.

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز