-
-
الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ. (مزمور2:41)
يوجد نوعان من أبناء الله: أولئك الذين يُرضونه، ويُدعون أبرارًا في الكتاب المُقدَّس، وأولئك الأشرار الذين لا يفعلون مشيئَته. عندما يفهمُ البارُّ، من خلالِ الكلمة، أنَّ هناك خطأ ما، فإنَّه لا يُمارسه مرَّة أخرى أبدًا. أمَّا الشِّرير فلا يهتمَّ بالكتاب المقدَّس، وموقفه يدفعه إلى أن يعيشَ متعثِّراً طوال الوقت. وبالتَّالي، فهو غير قادرٍ على التَّخلُّص من المَشاكلِ.
يتمُّ الاختيارُ بشأن من سنكونُ وِفقًا للاقتراحات التي نتلقَّاها. الربُّ يَسمحُ لنا أن نواجه التَّجارب، لكنَّه لا يُجرِّب أحداً. من يعيش في حضرة الآب لا يقع في أيِّ فخٍّ. لذَّة الصِّدّيقين كراهية الشَّر وإرضاء الله. وهكذا يُعرف بالطريقة التي يعيش بها، ويمشي منتصراً. أمَّا الشِّرير فيتعرَّض للِمِحَن ولا يفهم أنَّه يُمكن أن يكون أكثرَ من منتصرٍ.
يَمرُّ النَّاس دائمًا بالكثيرِ من الصُّعوبات. الشِّرير ليس ثابتًا أبدًا في الكتاب المقدَّس، ولهذا السَّبب لا يختبر حُسنَ نيَّةِ العليِّ. يعيشُ في حالةٍ من اليأس لأنَّ التَّشاؤم يُسيطرَ عليهِ. من الواضح أنَّه يُمكن أن يكونَ حازمًا في الإيمان، لكن بما أنّه لا يحبّ العليَّ- معرفة وصاياه وحفظها (يو21:14)- فقد توصَّل إلى استنتاج مفاده أنَّ الأمرَ لا يستحقُّ الإيمان بالله وخدمتهِ. لذلك، لا يحفظه الله في الحياة أبداً.
لا ينبغي أن يتغلَّب الخوفُ على البارِّ، وإيمانه يجب أن يجعلَه جريئًا ومطيعًا للربِّ. إذا بدا أنَّه لا يوجد مخرجٌ لموقفٍ عسرٍ، فسيكون ذلك في المظهر فقط. حتى لو تمَّ إلقاؤه في أتونٍ مُحمَّى سبعَ مرَّاتٍ أكثر من المُعتاد، كما حدثَ مع الفتية في الكتاب المقدَّس (دانيال19:3)، فسوف يُعاينُ القديرَ معه، وسيُغادر ذلك المكان دون شعرة محروقة واحدة.
الوعدُ للصَّالحين أن يكونوا مباركين. في الأخبار السَّارة، توجد كلّ أنواع الوعود لتلبيةِ احتياجات الذين يثقون في الربِّ. إكرامُ الله يجعله يتمّمُ كلَّ ما ضَمِنه. يحدثُ انتصارُ الشَّيطان عندما يتراجع الأبرار مُحبطين وينجرفون بعيداً عن السَّير بالإيمان. ولكنَّ يسوع قد انتصرَ في المَعركة بموتِه، وبالتَّالي لا يتنازل الصِّديقون عن حقوقهِم.
أرضُ الميعاد- الإنجيل- لديها كلّ ما يحتاجه المخلّصون. كلمة الربِّ هي دواءٌ من السَّماء، لذلك يجب أن تمتلِك ما هو موحىً لك. الشِّرير، بدوره، لن يُشفى أبدًا. لا تتأثر بأكاذيب العدوِّ، لأنَّك إذا فعلتَ ذلك ستمتلئ بالشُّكوك، وستدفعك قوى الشَّر نحو الهزيمة الكاملة. تذكَّر أنَّ كلمات المسيح لن تزول أبداً (لوقا33:21).
تشجّع! يَضمنُ العليُّ ألَّا يستسلم الأبرارُ لإرادة العدوِّ أبداَ. فيُمكن للشَّيطان حتى أن يهدِّدك، لكن لا تخفْ لئلَّا يتمكَّن من ضربِك. ثِقْ بما يقوله الربُّ. إذا قمتَ بذلك، فلن يُخيفك تهديدُ الشِّرير. يجب أن يكونَ موقفك قبلَ كلّ تجربة كشخصٍ يؤمنُ بالله.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز