-
-
فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي! (يوحنا21:11)
قالت مرثا للربِّ الحقيقة، لأنَّ الشرَّ لا يحدث للَّذين يقفون مع الربِّ حقًا. ولكن يجب أن ندركَ أنَّنا لسنا حازمين في مُمارسة الكلمة دائماً، وأنَّ العدوَّ استخدم هذه الخروقات لمهاجمتِنا. إذا سلكنا بالرُّوح، فلن نعطي أيَّة فرصة للشِّرير كي يُهيمن علينا. يجب أن نسلك هكذا في جميع الأوقات.
لقد أنهى يسوعُ العِداء الذي فصَلنا عن الآب، والآن يُمكننا أن نكون في شركةٍ معه دائماً (أف 2، 13-16). يحدث هذا الاتِّحاد من خلال الفهم الذي تُعطيه الكلمة. لا يُمكننا أن نقبل العطايا أو البركة من الربّ إلَّا عندما يكون لدينا إيمانٌ. كما يجب ألَّا نسير بالعَيان أو بالمشاعر (كورنثوس الثانية7:5). عندما يأتي اليقينُ إلى قلبك، تأكَّد من ملكيّتك لعطايا الربِّ، وتمسَّك بها في نفس اللَّحظة.
صدِّق أنَّ ما حدَّدته بإيمان سيَحدث، وسترى الوفاء بالوَعد. لو لم يكن من المُمكن أن تكون مباركًا عندما تطلب شيئاً ما من الربِّ، لكان قد علَّمنا ذلك. مهما كانت البركة تبدو مستحيلة. إذا قالَ الله ذلك، فسيتمِّم كلَّ شيءٍ.
إنَّ الافتقارَ إلى الفَهم الكتابي لِما يُمكن أن يحقِّقه الإيمان للَّذين يؤمنون يقود الكثيرينَ من أبناء الله إلى عدم الاستفادة من إمكاناتهم في العليِّ. بموت المسيح عادت شركتنا مع الآب، وبالتَّالي لا يُمكن أن نحتقر أيَّاً من إرشاداته. مهما كان الشَّر الذي يُضايقك، اطلب منه أن يترك حياتك حالاً.
لا يَكفي أن تؤمنَ بأن الله يحبُّك فقط؛ من الضَّروري أن تقوم بدورك، وهو أن تظلَّ مؤمنًا. لم يكذب الله عندما قالَ في الكتاب المقدَّس إنَّنا مُتنا ودفِنَّا مع المسيح وقُمنا معه وجَلسنا في السَّماويات (أف 2، 5، 6). إنَّ الله ينظرُ إليك ليرى كيفَ سيكونُ موقفك. فكُنْ متيقِّنًا عندما تنتهرُ الشَّر، لأنَّك إن فعلتَ ذلك، فإنَّك تمجِّد الربَّ.
أحيانًا نقول إنَّنا لا نفهم سببَ حدوث بعض الأشياء. ولكنَّ يسوعَ قالَ: اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، (يوحنا10، 10 أ). لا يجب أن نكرِّر أقوال الآخرين ظنَّاً أنَّهم يفسِّرون سببَ الشَّر. يُمكننا أن نكون على يقينٍ من أمرٍ واحدٍ: الله يَفي بوعودِه. لذلك آمِنْ: حان وقتك لفعلِ شيءٍ ما.
لم يتأخَّر يسوعُ أبدًا. أخبرَته مرثا أنَّه لو كان هناك لَما ماتَ أخوها. ولكن قولُ ذلك لا يَعني شيئًا، لأنَّه كان قد ماتَ بالفِعل. أكَّد يسوعُ أنَّ لعازر سيقومُ، ولأنَّها لم تكن بنفسِ الرُّوح، فقد قبِلتْ كلامه كتفسيرٍ دينيّ. ثمَّ أمرَه السَّيد أن يغادرَ القبرَ. فحدث ذلك. تصرَّف وتوقَّف عن إعطاء الأعذار.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز