-
-
فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَسِيَّا، كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ الزَّمَانِ، أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ، وَبِتَجَارِبَ أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ الْيَهُودِ. (أعمال20: 18-19)
يجب أن يعرفَ الجميعُ الطريقة التي نخدم الربَّ بها. لا يوجد شيءٌ في الكتاب المقدَّس يسبِّب العار أو يمكن أن يُساء تفسيره. وبنفس الطريقة، لا ينبغي أن يكون لدينا ما نخفيهِ، أو عدم حشمةٍ في أنفسِنا. نخدم الله في النُّور. لذلك نستريح بين ذراعيه ولا نخاف من تهديدات العدوِّ. نهزم العالم وتهديداته بانتمائنا لله وبإيماننا بموت يسوع.
تعلَّمَ بولسُ كيف يتصرَّف بحسبِ إيمانه بإنجيل المسيح. كان يعلم أنَّه يجب أن يكون أكثرَ اكتمالاً في محبَّته لله ممَّا كان عليه داود في الأيام التي كان فيها ملكًا على إسرائيل. وبنفس الطَّريقة يجب أن نستمرَّ في العملِ الإلهيّ، لأنَّه لا يُمكن أن نهملَ فرصةً واحدة. لا ينبغي لأبناء العليِّ أن يفعلوا شيئًا يسبِّب الخِزي بصفتهم أولاده. فالطريقة الصَّحيحة لخدمته هي بنزاهة وكرامةٍ.
يجب أن نمتلئ من التَّواضع تماماً، لأنَّ الخضوعَ لله لا يَسمح بأيِّ شيء آخر. من يفتخرُ بشيءٍ له صفة طبيعية لا يخاف العليَّ. لماذا يجب أن ينقاد المرءُ بأكاذيب العدوِّ إذا كان من الحكمة والإيجابيَّة الإيمان بالله القدير؟ على الرُّغم من أنَّ بولس اختُطِف إلى السَّماء الثَّالثة وسَمِع أشياء لا يسوغ لإنسانٍ أن يتكلَّم بها، إلَّا أنَّه لم يتباهى بها (2 كو12: 1-4).
أولئك الذين لم يتعرَّضوا للخيانة أو "الطَّعن" في الظَّهر لا يعرفون كم هو ممتعٌ أن يتألَّموا لأجل محبَّة يسوع (لوقا 6، 22، 23). الجسَد يتألَّم، وإرادتنا تدفعنا للرَّد على الإساءات، لكنَّ محبَّة الله تُلزِمنا أن نصلِّي من أجلِ هؤلاء التُّعساء، الذين يسيرون بخطواتٍ واسعةٍ نحو الهلاك الأبدي، لأنَّهم استسلموا للمُجرِّب. على الرُّغم من أنَّك قد تمرُّ بأسوأ المواقف، فلا تنخدع بأكاذيب العدوِّ.
نحن نخدمُ الله أيضًا عندما نواجه تجاربنا، لأنَّنا نمتلك الفرصةَ لإثبات إخلاصِنا. المهمّ ليس ما يُظهره لك الشَّيطان، بل موقفك أمام الاقتراحات التي تأتي في طريقك. كُنْ ثابتًا في محبَّتك للربِّ، لأنَّ الأمر هامٌّ أمامَه (1كو 15، 58). ستجدُ في العالم أناسًا أُرسلوا ليُبعدوك عن المَحضر الإلهيّ، لكنَّك ستنتصرُ في المَسيح دائماً.
لا يزال هناك إخوة كذبة يَنصبون لنا الفِخاخ رغم أنَّنا نعلِّمهم الحقَّ. ممارساتهم مُخزية، لكن للأسف لا يُمكننا منعَ حدوث العثرات (متى7:18). في الواقع يجب أن نصلِّي من أجل الضَّحية ومن أجلِ الذين عُرفوا بحالاتٍ مُماثلة، حتى لا يضعفهم موقفُ أولئك الذين اختاروا طريق عخانَ وإيزابيل ويهوذا وسفيرة وحنانيّا.
كلُّ ما يحدث لنا هو بموافقة الربِّ، كجزءٍ من عمليَّة تعليمنا. إذا وقفنا بحزمٍ في الإيمان، فسوفَ يكافِئنا جدّاً عِند مجيئِه. إنَّ العليَّ يبحثُ عن أقوياء، لا ينحنون أمامَ مشاكلِهم، يعرفون كيف يتألَّمون بسبب الجُحود، يعرفون كيف يتعاملون مع الضَّالين، ولا يتبعون مثالهم السَّيئ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز