بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ (1يوحنا 4: 2).

جَاء رُوحُ الله ليشهدَ عَن يَسوعَ، وكلُّ مَنْ يَعْتمدَ بالرُّوحِ القُدس يَستطيعُ أن يُميّزَ إذا كَانَ أحدُ مَا يَتكلّمُ بالرُّوحِ أو مِن نَفْسِهِ، لأنَّ رُوحَ الله لا يُنكِرُ مَا جَاءَ في الكِتَاب المُقدَّس إطلاقاً. وبَذلك فهو يُساعِدنا بِأن نَكونَ في شَركةٍ مَع الله.

إنَّ الطَّريقةَ الصَّحيحةَ للحُكمِ عَلى الأشَياء إنْ كَانتْ تُوافقُ مَشيئةَ الرَّبِ أم لا، هي مِن خِلالِ الرُّوح القُدس، لأنَّ رُوحَ الحقّ لا يُخالِفُ كَلمةَ الرَّبِ أبداً، وهو صَاحِبُ الكَلمةَ، وهو الوحِيدُ الَّذي يَقدرُ أنْ يُخبرنَا بِكُلِّ مَا فِيها (يوحنا 16: 13- 14)، لِذلكَ يَجبُ أن نَنتبهَ دَائماً لمَا يَقولُهُ لنَا، لأنَّهُ سَيُعلّمُنا الكثيرَ عِندمَا نَقرأُ الكِتَابَ المُقدّس.

هناك أمرٌ هامٌ آخر يحدُثُ لكُلِّ من يَنالُ المَعْمودية بالرُّوحِ القُدس، فنَجِدَهُ إذا تَكلَّمَ فهو يَتكلَّمُ مِنَ الرَّبِ وأعَمَالهُ دَائماً صَحِيحةٌ وصَادقةٌ، ونَحنُ لا نَشُكّ فيهِ أبداً (مزمور25: 3) إذا كَانَ لنَا شَركةٌ مَع الرَّبِ. وعِنْدمَا يَتحدَّثُ عَنْ الرَّب، يُلهِبُ قُلوبَنَا ونَشعُرُ بحُضُورِهِ (لوقا 24: 32). أمَا إذا كَانَ الكلامُ مِن الجَسَد، نَشْعُر بأنَ هُناك شيءٌ غَيرُ صَحِيح. لأنَّ الكَلام يَكونُ مِن الشَّيْطَانِ، والرُّوحُ يَرْفُضَهُ.

نَعَلمْ أنهُ لا يُوجدُ وَحْيٌ جَديدٌ مِن الرَّب، ولنْ يَأتي رُوحُ الرَّبِ بأي كَلمةٍ غَيرُ مَوجودة في الكتابِ المُقدّس، لأنهُ يَشرحُ لنَا بأمَانةٍ الوَصَايا الإلهِية وكُلَّ مَا تَمَّ تَسَجِيلهُ فَي الإنْجِيل. والرَّبُ يَسُوع سَبقَ ودَعَاهُ رُوحُ الْحَقِّ (يوحنا 14: 17)، لِذَلِك هو لا يُنْكِرُ كَلمتهُ أبداً.

إن لمْ تُصْغوا للتَعلِيم الَّذي يُعْطِيهِ لكُمْ تَخْسرونَ الكثيرَ، لأنَّ الرَّبَ يَتكلّمُ في هَذِهِ اللّحَظات، وصُوتُ الرَّبِ عَظيمٌ جداً، مَملوءٌ بالقُدْرةِ، مُفعَمٌ بالسُّلطةِ. وإذا آمَنَا بهِ سَيفعلُ كُلَّ مَا وعَدَنَا بهِ.

يَجبُ أن يَتمَّ عَمَلُ الرَّب بِمُسَاعدةِ الرُّوحِ القُدس فَقط. أمَّا الأنْظِمةُ البَشرية فَلا تَنفعُ بشيءٍ على الاِطلَاق، حَتى وإنْ كَانَتْ تُساعِدُ في نمُوّ الكَنيسةِ، فالأهَمُّ هو النُّمُو الرُّوحي وليسَ الجَسَدي. ومَعنى الكَنيسة العَظيمَة والقَويَة ليسَتْ تِلْكَ المُؤسّسَة الغَنية والمَمْلوءة بالنّاس. فمِنَ الفَشلِ عَدمُ القُدرةِ عَلى مُواجهةِ العَدوّ وخِدَاعِهِ، ولكِنَ عَمَلَ رُوحُ الرَّب هو تمجيدُ يَسُوع وتثبيتُ وعُودَ الإنْجيلِ لنَا .

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز