-
-
فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ». (مرقس21:10)
نالَ الشَّابُ الغنيّ كلَّ ما يُمكن أن يناله الإنسانُ من الربِّ: محبَّته. لكن عندما نرى الحقائق نلاحظ أنَّه لم يستغلَّ ذلك في تغييّر حياتِه بالكامل. لم يفهم الشَّابُ أنَّه إذا لاحظ كلمات السَّيد وأتمّ وصاياه، فلن ينقصَه شيءٌ (لوقا35:22). هناك أفرادٌ كثيرون يتَّخذون قراراتٍ خاطئةٍ لأنَّهم مُعجبون بأكاذيب العدوِّ وخِداع أكاذيب الثَّروة.
يجب أن نطلبَ من الله الكامل أيضاً أن يمتحِنَ ويختبرَ قلوبنا كما صلَّى داود في مزمور 139 العدد 23. بالتَّأكيد، إذا فعلنا ذلك، سنجد أشياءً كثيرة لا ينبغي أن تكون فينا وبالتَّالي، يُمكنه أن يحرِّرنا منها جميعًا. مثل كاتب المزامير، علينا أن نصرخَ إلى الربِّ حتى يختبرَ قلوبنا. هذا هو الوقتُ المناسب لنحصلَ من الله على ما هو ضروريٌّ لنا لننتصرَ في اللَّحظات الصَّعبة من مسيرتِنا.
لن نواجهَ مشاكلَ إذا أطعنا الكتاب المقدَّس. ولكن بما أنَّنا لم نتعلَّم البحثَ عن إجابةٍ لصراعاتنا في الكتاب المقدَّس وفي الصَّلاة، فقد كنَّا متغطرسين حتى في المواقف الصَّعبة. نتيجة لذلك، امتلأت حياتُنا بصراعاتٍ مستمرّة وتداخلاتٍ في المواقف الخاطئة والغريبة. إذا لم نرجع بقلوبنا للربِّ، فسوف نهلك مع الأشرار (لوقا 13، 2، 3).
من الأفضل أن نجعلَ الربَّ يسوع راعياً لحياتِنا، لأنَّه حينئذٍ لن ينقصَنا شيءٌ (مز 23، 1). الآن، إذا أعوَزك شيءٌ في أيِّ مجالٍ من مجالاتٍ حياتك، فلن يكُن راعيك. علاوةً على ذلك، بالتَّأكيد ليس ذنبه. عندما ينحني الإنسانُ أمامَ توجّهات الكتاب المقدَّس، تبطلُ كلُّ المواقف الخاطئة، وتُحَلُّ جميع الأسئلة. هدفُ الله لكلِّ واحدٍ من أبنائه أن ينتصروا في كلِّ شيءٍ.
كان ذلك الشَّاب الغنيّ غيوراً لإتمام الوصايا ما عدا تلك التي خالفت شهواتِه. إنَّ هذا هو شرُّ الكثيرين. رغم أنَّ إرادة الآب لا تتَّفق مع إرادتهم، لكنَّهم طائعون ومكرَّسون لشهواتِهم. وعندما تتعارض رغباتهم مع الوصايا الإلهيَّة، فإنَّهم يديرون ظهورهم لمن لا يجب أن يحتقرونه أبدًا، لأنَّهم بدونه سيُصابون في مشكلةٍ في الرُّوح.
خسِرَ الشَّاب مكافأته من عند الربِّ، التي تفوقُ كلَّ ممتلكات هذا العالم (عب 11، 26). لم يفهم أنَّ الثَّروات العظيمة تنتظرنا في الأبديَّة والتي هي أعظم بلا حدودٍ ممَّا يمتلكه أغنى رجلٍ على وجهِ الأرض. يجب تفضيل المعاناة مع يسوع على عطايا كنوز البشر.
إنَّ تعاليمَ المَسيح كاملة، ومختلفة تمامًا عن تعاليم الإنسان. لقد تعلَّم ذلك الشَّاب من شفتي السَّيد أنَّه لا يُمكنه أن يتبعه إلَّا إذا تخلَّى عن ثرواتهِ. وبنفس الطريقة، إذا لم تكن اليومَ على استعدادٍ لتلبية وصايا الله القدير، فلن تكونَ قادرًا على اتّباعهِ أبدًا. يهتمُّ الله بسعادتك الأبديّة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز