-
-
لأَنِّي عَلَى قَوْسِي لاَ أَتَّكِلُ، وَسَيْفِي لاَ يُخَلِّصُنِي. (مزمور6:44)
إنَّ حربَنا الرُّوحية حقيقيَّة، ولا يُمكن خوضها بقوَّة العقل أو بمعرفتِنا الثَّقافية أو الدِّينية. يُرشدنا الربُّ في كتابه المقدَّس إلى كيفيَّة التَّصرُّف للتَّغلب على الهجماتِ الشِّريرة التي تحاربنا. لذلك، بينما ننتبه إلى ما يتمّ تعليمه، يجب أن نتوجَّه إلى المعركة مقتنعين بالنَّصر. بدون "الأسلحة" التي أرسلها الله كليّ العِلم والقدير، لا يُمكن لأيِّ شخصٍ أن ينتصرَ.
إنَّ الأسلحة التي يَمنحنا إيَّاها أبانا هي الإعلانات التي تُعطى لنا من خلالِ الاستماع إلى كلمتِه. أولئك الذين يَسمعون ولا يُطيعون الله، يَمنعون أنفسَهم من امتلاك "الأسلحة" اللَّازمة لهزيمة وسحقِ الأعداء الذين ينتفضون ضدَّهم. في معارك الإيمان، من المهمّ ألَّا تدع الشَّك أو الخوف يدخل إلى قلبك، لأنَّ هذه المشاعر تُحبط نفسيتك.
كما في الجهاد الطبيعيّ، في كلِّ حالة، يجب أن يكون هناك سلاحٌ مناسب. في الحربِ على سبيل المثال، يتمُّ تجهيز بعض الجنود بالبنادق. والبعضُ الآخر بمعدّاتٍ أثقل لتدمير الدَّبابات والطائرات وما إلى ذلك. يصفُ الأطباءُ الدَّواء المُناسب لكلِّ مريض، ويستخدم المزارع السُّم المناسب لإبادة النَّمل واليرقات. نحن أيضًا، يجب أن نستخدمَ الإعلان المحدَّد للكلمة لإبطال الشُّرور.
يجب استخدام جميعَ "الأسلحة" التي أعطاها العليُّ لك من خلال الإيمان باسم يسوع، وأفضل طريقة لاستخدامها هي توبيخ الخَصم بالتَّوجيه الذي قدّمه الربُّ. ليس عليك دائمًا أن تقتبس ما هو مكتوبٌ حرفيًّا، ولكن عليك أن تكون متأكدًا في قلبِك أنَّ الشَّر قد زال، لأنَّ الكتاب المقدَّس يسمح لك بطردِه. كلُّ وحيٍ هو إذنٌ ممنوحٌ لك حتى تتمكَّن من التصرُّف.
لا تتعامل مع العدوّ بأدبٍ أو لطفٍ، بل يجب توبيخه بقوَّةٍ. لا تظنَّ أبدًا أنَّه إذا كنت قويًّا في تصميمِك، فإنَّ الشَّيطان سيُهاجمك بقوَّة أكبر. هو بالفعل يتصرَّف بهذه الطريقة! قالَ يسوعُ: اللِّص [الشَّيطان] لا يأتي إلَّا ليسرق ويذبح ويهلك (يوحنا10.10 أ)، لذلك إذا أردتَ التخلُّص من قيود الشَّر، فكن بلا خوفٍ وأشجع منه!
إنَّ هذا الموقف لا يعني أن تلعنَ الشَّيطان، لأنَّه سيُجرِّبك بهذا أيضًا. رغبته هي زعزعة استقرارك لئلَّا يعمل الربُّ في حياتك؛ وبالتَّالي، لن تصنع الفارق. فلا تستسلم ولا تصف الشَّيطان ولا تمزح في معركةِ إيمانك. تصرّف مثل يسوع تمامًا؛ انتهِر الشَّيطان واطلب منه أن يرحلَ. لم يخسر السَّيد معركة واحدة مطلقاً وقد علَّمنا أن نقومَ بعمل الله أيضاً!
لن تفشلَ عند استخدام اسم الربّ، والعمل بإيمانٍ دون شكّ، موقنًا بالبركة التي تحقَّقت. لا تثق في قداستك ولا ترتاب بعدم وجودها لئلَّا تُهزم، جهادك هو الإيمان، لذلك يجب أن يكون لديك هذا اليقين في الله. إذا أعطاك الربُّ هذه القناعة، قد غفرَ لك بالفعل وطهَّرك وأعدَّك للنَّصر (مرقس5:2).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز