-
-
فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟». (لوقا13:11)
الربُّ مصدرُ كلَّ خيرٍ. أولئك الذين يستمِعون إلى رسالتِه يمتلئون بالعطايا الصَّالحة. والذين ينالون المَعمودية الرَّائعة بالرُّوح القدس يكتسونَ بالقوَّة اللَّازمة للقيام بعمل الله. مثلما تمَّم يسوعُ إرادة القدير في أيَّامه، يُمكننا أن نفعلَ الشَّيء نفسه من خلال المَسحة الممنوحة لنا أيضاً، وهي نفس المَسحة التي كانت على السَّيد.
لن تمنحنا الدّيانة شيئًا صالحاً، لأنَّ البركة ليست في الممارسات الدِّينية، بل بالإيمان بيسوع (رومية17:10). يمنحنا الإيمانُ شروطًا لفعل الخيرِ، كي ننقلَ كلمة الله إلى المتألِّمين. عندما يفهم الإنسانُ خطَّة الله لحياتِه ويريد تنفيذ خطة الله ومشيئتِه، يكون قريبًا من التحرُّر من قوى الشَّر.
لا ينبغي أن يكون همُّنا الأساسيُّ هو نموُّ كنيستنا فقط، بل ينبغي أن يكون اهتمامنا هو أولئك الذين ضلّوا كي يعرفوا الطَّريق ليصبِحوا أحرارًا حقًا. دمَّرت خطيئة آدم البشريَّة، لأنَّه حوّل الإنسان إلى عبدٍ للشَّر. ينتهي هذا عندما يفهم الشَّخص تضحية المسيح من أجلِه ويقبله ربًّا ومخلِّصًا. فينال المغفرة عن كلِّ ذنوبه والتَّطهير لآثامِه.
سلكَ المُخلَّصون بالشَّر ما لم تغطِّيهم مَسحة من الله، ولكن رغم كوننا أشراراً، لكنَّنا نعرف كيف نقدِّم الأشياء الجيِّدة لأطفالنا. الآن، الآبُ لا يتوقف عن كونهِ صالِحًا، ووفقًا لتعاليم يسوع، فإنَّ الرُّوح القدس هو أفضل عطيَّة منه إلى النَّاس. لذلك يجب أن نتضرَّع لروح الله كي يَمكث فينا. وبعملِه في داخلِنا، ندخل المعركة ونسبِّح الربَّ لأجل النَّصر.
يجب أن يعتمد كلُّ مسيحيٍّ بالرُّوح القدس. ومع ذلك لا يُمكننا أن نطلب تلك البركة لمجرَّد أنَّنا نعتقد أنَّها مفيدة لنا. الحقيقة هي أنَّه إذا كان يجب أن يمتلئ المسيحيُ بالرُّوح، فنحن بحاجة إلى ذلك أكثر! يجب على أيِّ شخصٍ قبلَ العطيَّة أن يستخدمها؛ ولكنَّ الذين يدعون أنفسَهم مُخلَّصين ولا ينتبهون لذلك، لن يكون لديهم القوَّة للتغلُّب على التَّجارب.
لكلّ شخصٍ مخلّصٍ الحقَّ في أن يُصبح مسكناً للرُّوح القدس. تقول الكلمة أنَّنا هياكل العليِّ (1كو19:6). هل أنت هيكلٌ ممتلئٌ أم فارغ؟ يُعلن الكتابُّ المُقدَّس أنك إذا لم تمتلك روح المَسيح، فأنتَ لست له (رومية 8، 8). فاطلب وجهَ الله حتى يُعطيك أفضلَ عطيَّة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز