-
-
أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحاً وَصَحِيحاً، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ (3 يوحنا 1: 2).
يَجبُ أن نَكونَ أصِحَّاء في كُلِّ شيءٍ على الدَوام. ولدَيِنا وعُودُ الله بذلِك. كذلِكَ أن تَكونَ الصِّحَةُ هَدفاً نَسعَى إليْهِ، وأرواحُنا يَجبُ أن تَكونَ بِحَالةٍ جَيدةٍ. فالذي لا يَفهمُ كلمة الرَّبِ يَفقدُ مَعنَى الحَياة. فَقبولَكَ وعُودَ الرَّب يَجعلُكَ شَخَصَاً مُنْتصراً، لأنكَ جَديرٌ بذلكَ.
يُعلنُ الإنْجيلُ هُنا أننا يَجبُ أن نَكونَ أصِحَّاءَ في كُلِّ شيء، وهَذا لا يَتناقَضُ مَعَ رسَالتهُ لنَا، وعَلينَا ألاَّ نَقبلَ أيَّ تَعَلّيمٍ عَكسَ ذَلك، لأنَّ الله يُحِبُنَا ولا يُمْكنُ أن يَقف بَعيداً دَونَ أن يَفعلَ شيئاً مِنْ أجْلِنَا وهو يَرانَا نَتألم، هَذا غَيرُ مَنطقي. بَل بالعكسِ تَمامَاً، فالذِي يِفهمُ مَشيئتهُ ويَعملُ بِهَا يَعرفُ أنَّ فِيهِ الكفايةُ. بِنَاءً على هَذهِ الآية، لا يَنبغي أن نُعانِي ونَتألمُ في حَياتِنَا، ويجب أن نَطلبَ مِنَ الرَّبِ ذَلك.
وإذا حَصَلنَا على المُوافقةِ من الرَّب لبدءِ الحَربِ باسْمِهِ، نَجِدهُ يَتقدَّمُنَا ويَمْنَحنَا النَّصْرَ. إنَّ مَا يَنقص شَعْبُ الرَّبِ هو أن نَتعَلّم مِنْهُ، فَمثلاً فَي إنْجِيلِ مُرقُس (11: 22- 24) تَعَلِّمُنَا الكلمةُ أنَنَا مَسْؤولُونَ عَنْ عَمَلِ الله في حَياتِنَا، وكُلُّ مَا نَطْلّبُهُ مُؤمِنينَ بهِ يَكُونَ لنَا.
يَجبُ أن نَسَعَى للحُصُولِ عَلى كُلِّ البَركاتِ المَمنُوحةِ لنَا مِنَ الآبِ ، وصِحَّةُ الجَسَدِ مِنَ ضِمْنِ هَذه البَركاتِ التي يَجبُ أن نَطْلُبَها. كَمَا يَقُولُ الكِتَابُ المقدّس: " لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا، وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً، وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا" (إشعياء 53: 4- 5). وهَذا يَجبُ أن يَكونَ أسَاسُ إيمَانُنَا. واعْتِبَاراً مِن هَذا الإعْلان، من يَشَعُر أنَّهُ مَريضٌ، فلِيدْخُلَ مَحْضَرَ الرَّبِ ويَطْلبَ الشِّفَاء، فَالخَالقُ يَفْرحُ عِنْدمَا نَطلبُ مِنهُ أن يَعْمَل.
وإن كانَت رُوحُكَ مُتْعبٌة، فَهذا مُؤشِّرٌ خَطِيرٌ، لأنهُ كِيفَ لكَ أنْ تَحصَلَ عَلى مَعونَة مِنَ الرَّبِ إذا كُنْتَ لا تُؤمِنُ بهِ ؟ فَعِندمَا لا يَكونُ هُناكَ سَلامٌ في الرُّوحِ، هذا يُعتَبرُ إسَاءةً للمُخَلّص، وفِعْلٌ يُدِيُنهُ الآبُ وإعْلانٌ أنَّ ليْسَ لهُ قِيمةٌ في حَياتكَ، فَعندمَا يَحدثُ هَذا يُمكِنُكَ التأكُّدَ بأنَكَ لنْ تَنْتصِرَ عَلى قُوّاتِ الجَحِيمِ أبَداً. لِذلكَ كُنْ قَوياً وطَالبْ بِخَلاصِكَ الكَامل!
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز