قوة الإيمان

أمرٌ هامٌ أن تكون على درايةٍ بما يفكِّر فيه الشَّخص المُختار ليكون مثالاً لك في تصرُّفاته (1يوحنا1:4). فهناك كثيرون لم يخلُصوا بَعد، ويرغبون في تعليم كيفيَّة عبادة الله وكيفيَّة الوصول إلى جميع أنواع البركات، من مغفرة الخطايا والشِّفاء من الضَّعف. إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى قائدًا يكرِّس مؤمناً جديدًا للخدمة، فبفعلِه هذا، يعرِّض عملَ الربِّ للسُّخرية. سيُدان كِلا الإثنين.

كان يسوعُ إيجابيًّا وحازماً في كلِّ ما قاله، لأنَّه فعلَ ما أوصى به الآب (يوحنا28:2). من الواضِح أنَّ سيِّدنا خالق كلِّ الأشياء، كان قادرًا على التَّحدُّث عن أيِّ موضوعٍ، لكنَّه انتظر أمرَ الله كي يتكلَّم. يجب أن يكون لدينا هذا النَّوع من الحكمة. فعند اتِّخاذ القرارات، اطلب أوَّلاً إرشاد العليّ.

إرادة القدير مسجَّلة في كلمتِه. الأشخاصُ الذين لا يقبلون التَّعليمات الواردة في الكلمة، يصرخون ليعرفوا إرادته، إن كانوا على خطأ أم لا! بادئ ذي بدءٍ، هذا الشَّخصُ يعرف فعلاً ما هو؛ ثانياً: لا يَفي بالكلمة. لن يُغفر له في يوم الدَّينونة. قال يسوع أنَّه لن يدينَ أحداً، لكنَّ كلمته ذاتها ستحكمُ عليهم (يوحنا12: 47-48).

الكلماتُ تشبه البذور التي تثمر بمجرَّد غرسها. كذلك التَّجارب التي تواجهها، وإن كانت مألوفة لديك، تميلُ إلى النُّمو بمرور الوقت. إذا تركتَها دون رادعٍ، فسوف تزداد وتصبح طبيعيَّة فيما بعد. إذا قمتَ بتوبيخها واستمرَّت، صلِّ لكي تتحرَّر (متى13:6)؛ وإلَّا ستسقط في تلك الشَّهوات خلال وقتٍ قادمٍ.

أعلنَ كاتبُ سِفر النَّشيد، سُليمان، عند وصفِ جمال الكنيسة أنَّ الوحيَ يُعطى لنا كأفضلِ أنواع الخَمر: وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ (نشيد الأنشاد9:7). تبيِّن هذه الآية أنَّ كلَّ ما هو ضروريٌّ سيُعلن لشعبِ الله. إنَّ الفهم الذي أعطاه الله في كلمته هو الحقُّ الذي يجب أن نؤمن به.

فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوب: «آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، (كورنثوس الثانية13:4). بلا شكٍّ، لسنا مخلوقاتٌ صغيرة يُرثى لها، مهمّشة، منسيَّة من قِبل الربِّ؛ على العكس، نحن نمثِّل شعبه في هذا الجيل ويجب أن نتصرَّف على هذا النَّحو. ما أنجزه أبطالُ الإيمان في عصرِهم يُمكننا أن نحقِّقه أيضًا. في الواقع، نحن قادرون على فِعل أكثر ممَّا فعلوا أو مثل أعمال السَّيد وحتى أكثر (يوحنا12:14).

هُوَذَا اللهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ، لأَنَّ يَاهَ يَهْوَهَ قُوَّتِي وَتَرْنِيمَتِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا». (إشعياء2:12). لا ينقصنا شيءٌ لهزيمة وردِّ هجمات العدوِّ ضدَّنا. بالنِّسبة للمسيحيّ، كلُّ ما يطلبه الأمرُ هو الإيمان بتحقيق الأشياء. إذا كنتَ تنتمي إلى الله، فلا تدع شيئا يقيِّد نفسك (يوحنا الأولى18:5). كُنْ حرَّاً الآن وإلى الأبد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز