فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.( يوحنا28:8)

كان من الضَّروري أن يُرفع يسوع حتى يعرفه الجميعُ. وأنتَ ترفع اسمَه عندما تُظهِر ما يُمكنه أن يفعله لأولئك الذين يُعانون والذين ضلُّوا. يجب ألَّا نجادل أو نتحدَّثَ بشكلٍ سيِّءٍ عن أيِّ نوعٍ من الدّيانات، حتى عندما تكون الدَّيانة شيطانيَّة علنًا. لا يستطيع النَّاسُ فهم الأمور الرُّوحية إلَّا عندما تُنيرهم الكلمة، فيمتلكون الفِطنة.

عندما نعظِّم السَّيد، فإنَّه يتمِّم رسالته ويُمكن للنَّاس أن يرَوا من هو. من ناحيةٍ أخرى، لا يوجد شيءٌ أكثرَ إقناعًا للضَّالين من تحرير الشَّخص المَمسوس بالشَّياطين. فعندما يتحدَّانا روحُ شرِّيرٌ، يتَّضح لنا أنَّ العالم الرُّوحي حقيقي. وبالتَّالي، كلّاً من الخطاة والمُخلَّصين على حدٍّ سواء يؤخذون بالاحترام المقدَّس، وعندما ينتصر يسوع في المعركة، يبتهجُ الجميعُ.

يجب أن تكونَ رسالتنا الأعظم هي معرفة المَسيح كما يُعلنه الكتاب المقدَّس. لكن يجب ألَّا نمارس الإنجيل بالطَّريقة التي يتمّ بها في دياناتٍ أخرى، كصلواتٍ متكرِّرة لا نهاية لَها طلباً لحدوثِ شيءٍ ما. بالنِّهاية نحن وكلاء الله، مفوَّضون ومُرسَلون لطردِ الشَّياطين وعمِل الآيات والمعجزات (مرقس16: 17-18). القوَّة التي أعطاها الآبُ لنا هي نفس القوَّة التي كانت ليسوع.

يجب ألَّا نكون ساذجين، لأنَّنا لا نستطيع أن نفعل شيئًا بمفردنا (يوحنا5:15). مادام الربُّ-الذي كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. (يوحنا 1.1) - قد انتظرَ تعليمات الآب لإتمام عملِه، فكذلك نحن.
حتى اليوم، وهو جالسٌ عن يمين الله (مرقس19:16) وله على كلّ قوَّةٍ في السَّماء وعلى الأرض (متى18:28)، يظلُّ يسوع مطيعًا. هناك أشياء لا يعلَمها إلَّا الله العليّ؛ هذه الأشياء سوف تُعلن لنا عندما يرى ذلك مناسباً (مرقس32:13). لا يجب أن نجرؤ على التَّصرف بدون توجيه الربّ.

علَّمَ الآبُ السَّماوي يسوعَ أن يقوم بعمله الإلهي. عندما تتعلَّم من الله، تنجح في كلِّ ما يؤذن لك به. إذا كنتَ تتصرَّف بناءً على رغباتك ونقاط قوَّتك، فستفشل بالتَّأكيد. نحن بحاجةٍ إلى نهوض أشخاص يعيشون حقًا في الحضرة السَّماوية، لأنَّهم لن يَخسروا معركة أبدًا. عندما تتبع تعليمات القدير، لا ترجع خالي اليَدين.

نحن بحاجةٍ إلى قراءة الكتاب المقدَّس دائماً، وأن نكون يقظين ونصلّي حتى لا نقع في التَّجربة. قد يحثُّك الشَّيطان على ارتكاب الخطيئة، سواء كانت دعارة أو عدم أمانة أو "قُل للحجارة أن تصيرَ خبزاً" (متى3:4) عندما لا يُخبرك الله بفعل ذلك. دع الرُّوح يرشدك دائماً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز