لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا، لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ. (رومية5:7)

قبل أن نسمعَ كلمة الله كنَّا نعيش حسبَ الجسَد- في العالم الطبيعي. لم تكن لدينا أيَّ فكرة عمَّا يعنيه السُّلوك حسبَ الجسَد بالنِّسبة لنا. ولكن عندما سمِعنا الكلمة فتحَ الربُّ فهمَنا وقبِلنا النُّور (مزمور105:119)؛ نتيجةً لذلك، وُلِدنا من جديد ودخلنا ملكوتَ ابن محبَّتهِ (كولوسي13:1). بعدَ أن خلَّصَنا يسوعُ واعتمدنا بالرُّوح القدس، أصبَحنا خليقةً جديدةً (كورنثوس الثانية17:5).

الآن بعد أن عَرفنا الربَّ وعُرِفنا من قِبله (غلاطية9:4)، يجب أن نعيشَ في الرُّوح. ولكن إذا لم نتوخَّى الحذَر، فإنَّ طبيعتنا القديمة المُخادعة والخبيثة ستُسيطر على حياتِنا وتوجِّهها مرَّة أخرى (أفسس22:4). كثيرٌ من النَّاس، الذين نالوا الخلاص فعلاً، تُهيمِن عليهم نفسَ المشاعر التي كانت سائدة قبل تجديدِهم. وبالتَّالي، يَخسَرون أفضلَ ما يُمكن أن يقدِّمه لهم الإيمان بيسوع.

بصفتِنا ممثِّلين لملكوت الله، تتمثّل مهمَّتنا في إنجاز نفس الأعمال التي علَّمها يسوع ومارسَها؛ هذا ليسَ خياراً. كان السَّيد واضحًا عندما قالَ إنَّه في اليوم الأخير، سنُعطي حسابًا عن كلِّ ما فعلناه أو لم نفعله وِفقاً للمواهب التي عَهِدَ بها إلينا (متى 25: 14-30). سيُكافأ الذين يتاجرون بشكلٍ جيد ب "حقائب الذَّهب" هذه

لا يُعطى أيُّ ولدٍ من أبناء العليِّ مهمَّة مختلفة عن إنجاز ذات الأعمال التي قامَ بها يسوع خلالَ أيَّام تجسّده. إرسالية المسيح العظيمة لكلِّ تلميذ قَبِلَ خلاصَه (مرقس15:16). والتِّلميذ يبقى ملتصِقاً في كلمة إلهِه ليكون تلميذا حقيقياً. عندئذٍ يعرف الحقَّ ويكون حرّاً (يوحنا32:8). اجتهِد لتبقى في الكلمة التي أعطاها.

كانت لدينا أهواءُ الجسَد التي أثمرت للموتِ في الماضي. الآن الإيمانُ الذي يَعمل فينا يؤتي ثمارَ الحياة. أمَّا الذين تُهيمِن عليهم عواطفِهم، فيبذلون قصارى جُهدِهم لإرضاءِ روح الشَّر الذي يَحكمهم. نتحرَّر من قوَّة الجَحيم بالخلاصِ. يسكنُ الرُّوح القدس في المَسيحي المولود من جديدٍ ويمكّنه من أن يُثمِر للبرِّ الذي يجلبُ المجدَ للربِّ.

يُمكننا فقط أن ندَّعي أنَّنا نحبُّ الله إذا أثمرنا بوفرة كما قالَ يسوع (يوحنا8:15). إنَّها كلمة الله التي تُمكِّننا من أن نثمرَ. يقولُ الربُّ أنَّه طهّرنا في أتونِ الضِّيق الذي يختلف عن الفضَّة الموضوعة في النَّار لتكريرِها (إشعياء10:48) لأنَّ دمَ يسوع قد فعلَ ذلك من أجلِنا (يوحنا الأولى7:1). لأنَّنا تنقَّينا في الأتونِ، فنحن مستعدُّون لإنجاز عملِ الربّ.

سنُجيب على ما فَعلناه بشأنِ التَّعاليم التي تلقَّيناها من العليِّ في يومٍ من الأيَّام. كلماته مثلَ أكياسِ ذهبٍ موضوعة في أيدينا حتى نُضاعف قيمتَها. أولئك الذين أبعدوا ما حَصلوا عليهِ ولم يربحوا شيئًا لملكوتِ السَّماوات سيُلقى بهم في الظَّلام، حيث سيكونُ هناك البُكاء وصريرُ الأسنانِ إلى الأبدِ (متى30:25).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز