-
-
وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ (أفسس19:1)
هناك بركاتٌ تمَّ إعدادها لكَ فعلاً- وأنت لم تفكِّر في أن تطلبَها من الآب السَّماوي مُطلقًا. عدم معرفة ما ينتمي لكَ يمنعك من تلقّي الكثير من بركات الله الخاصَّة. لهذا السَّبب، هناك لحظاتٌ قد تجد فيها البشارة مُمِلَّة نوعًا ما. ولكن هل يُمكن لدينٍ آخر أن يمنحكَ ولادة جديدة (يوحنا 3.3) أو يحرِّرك من مشاكلِك؟ الإنجيلُ ليس ديانة، بل هو الطَّريق الذي يقودك إلى الله.
لم أقابِل شخصًا واحدًا طلبَ وسعى لفهم معنى هذه العظمة الفائقة للقوَّة الإلهيَّة. ولكنَّ الربَّ أعلنَ عظمة قوَّته هذه نحونا، ولأنَّنا نفتقر إلى فهم البركات التي منحَنا إيَّاها في كلمتِه، فإنَّنا ننجرف غالباً بظروفٍ تافهة، آتية من إبليس، ويجب طردَها، لأنَّه يهدف إلى القتل والسَّرقة والتَّدمير (يوحنا 10.10 أ).
هذا الوعدُ هو للَّذي يؤمن فقط. الإيمانُ ليس شيئًا يُمكنك القيامَ به بنفسِك، ولكنَّه يتمُّ من خلال عملِ قوَّة الله العظيمة، والتي تعمل في الذين سيَرثون الخلاص دائمًا. لذلك لا يُوجد سببٌ يمنعك من ممارسة إيمانك بالله القدير أو الادِّعاء بأنَّ ما تؤكِّده الكلمة هو لك. قوَّته تعمل عندما يؤمن المسيحيُّ بما يُقال له.
لم يَكُنْ خلاصُك عملاً سهلاً، بل هو أفضل ما يُمكن أن يفعله الربُّ لك، لأنَّك من خلال هذا الخلاص، تصير برَّ الله في المَسيح (كورنثوس الثانية 5-21). مع العِلم أنَّ القوَّة الفائقة العُظمى للعليِّ هي ملكٌ لحياتِك، لا داعي لأن تنحني أمام أيٍّ من تهديدات العدوِّ. على العكس من ذلك، يُمكنك ويجب عليك أن تتولَّى مكانتك في يسوع.
يجب ألَّا نعودَ إلى الخطيئةِ أبداً؛ إذا فَعلنا ذلك، فسنرتكب أكبرَ خطأ في حياتنا. نحن الآن نور العالم، وملحُ الأرض (متى5: 13-14)، ما كان ليسوع هو لنا. مكانتنا تتفوَّق على قِوى الجَحيم. بالخلاص الذي أُعطِينا، لسنا فائزين عاديين. ولكن أكثر من منتصرين. لذلك، يجب أن نسهر ونصلِّي لئلَّا نقع في التَّجربة (متى41:26).
لقد أَنجَز برُّ الله بالكلمة كلَّ ما يَلزم لك ولكلِّ إنسانٍ آخر، لذلك اسأل بلا خوفٍ. سواء كنت تَسعى للشِّفاء من مرضٍ أو علاجٍ لمشكلة صعبةٍ للغاية، فلا تتردَّد في نوالها. بالنِّهاية إنَّ الذين يؤمنون بيسوع يُمكنهم أن يفعلوا نفسَ الأعمال التي قامَ بها (يوحنا12:14). لذلك، ضَعوا عظمة الله الفائقة في العمل ولا تعودوا إلى الوراء.
عندما نتَّخذ مكانتَنا في المَسيح، نُصبح بركة ذات أهميَّة كبيرة للبشريَّة جمعاء. ينتظر العليُّ أولئك الذين ينتمون إليه ليتَّخذوا مكانتهم في الإيمان من أجل إنجاز عملِه. عندما نصدِّق ما أعلَنه عنَّا، فعندئذٍ يتمُّ تفعيل قوَّته للعمل في حياتِنا. أولئك الذين ينتمون إلى الله لا يخافون من طاعتِه أبداً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز