لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ (أفسس3: 17-18).

استخدمَ الربُّ الرَّسولَ بولس لإعطاء بعضِ الإرشادات المُفيدة لإخوتنا في أفسس، حتى يتمكَّنوا من الاستمتاع بالعَطايا المُتاحة لكلِّ من يؤمن حديثاً بالإنجيل. الأشخاصُ الذين لا يتعلّمون ما يجب عليهم فِعله من خلال إيمانِهم بيسوع للتَّمتع ببركاتِهم، وهو أمرٌ بسيط دائمًا، سيَقضون أيَّامهم طالبين المزيد من الله، وعلى الرُّغم من أنَّهم يصومون ويصلُّون، لكنَّهم يجدون ذلك عديم الفائدة.

كلُّ هذا يعودُ إلى أنَّ يسوع يجب أن يسكنَ قلوبهم بالإيمان. هذا من شأنهِ أن يسمحَ لهم بالحصولِ على المَزيد من معرفةِ العليِّ. يجب ألَّا نقبله في المناسبات الخاصَّة فقط، كما لو كان زائراً لدينا؛ يجب أن يكون مقيمًا دائمًا. سيدرك صاحبُ المنزل، أنَّه إضافة إلى كونِه مهذّبًا، يعرفُ السَّيد كيف يعتني بمن يستضيفه. من الضَّروري أن نكون في الربِّ والربُّ فينا حتى تتمَّ تلبية طلباتنا.

صلَّى بولسُ أن يتقوَّى المؤمنون في أفسس بالنِّعمة عندما يعملُ الرُّوح القدس فيهم، وفقًا لغنى مجد الله. إنَّ المجد الإلهي غنيٌّ للغاية وأكثر من قادرٍ على تحقيق إرادة الآب. ولكن يجب أن تتَّزر بقوَّة الرُّوح القدس حتى تنتقل القدرة لك من أجل فعل مشيئة الله.

لم يكن كافياً أن يسكنَ يسوع في قلوبِهم؛ كانَ عليهم أن يتأصَّلوا في المحبَّة. وبالمِثل يجب أن تولي اهتمامًا أكبرَ لكيفيَّة العيش مع الله، ممتحِناً ما يلفت انتباهك إليه، وفي نفسِ الوقت، احرص على عدم الوقوع في التَّجربة. قد تؤدّي أيَّة لمحةٍ من الكراهيَّة أو الحِقد في داخلك بعد الحصول على إذنٍ منك إلى عدم أهليّتك.

هؤلاء المسيحيُّون سيَفهمون عرض وطول وعمق وارتفاع عملِهم في الإنجيل. انظروا: كلمة الله هي حدودنا. إذا كانوا راسخين في المحبَّة، فإنَّهم سيَعرفون كيف يحترمون الحدودَ التي وضعَها الربُّ. لا ينبغي أن يكون تركيزنا فقط على أنَّ لدينا حلًّا لمشاكلِنا، ولكن ما يجب فِعله لتحقيقِ ذلك أيضًا.

سيمتلئ أخوتنا في أفسس من ملءِ مجدِ الله طالما ذاقوا محبَّة المسيح التي تفوق كلَّ إدراك. الآن، إذا حصَل أيَّ شخص على هذا الامتلاء، فلن يبقى مكان لفعل الشَّر. لذلك يجب أن يكون لدينا الأعظم الذي يسكنُ فينا، فلا نخاف من الذي في العالم (1 يوحنا 4،4) ولا يُمكن أن يمسّنا..

كلُّ المَجد سيُعطى للإله العليّ، القادر على أن يفعلَ بكثرةٍ فوقَ كلَّ ما نطلبه أو نفكِّر فيه، وفقًا للقوَّة التي تعمل فينا (أفسس20:3). ولكن، إذا عِشنا حسَبَ الجَسد، فلن تعملَ قوَّة الربِّ فينا بالتَّأكيد. هذا الوَعد بلا شكٍّ لمن يؤمن فقط.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز