لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ (فيليبي13:2)

عندما خلقَ الربُّ الإنسان، أُعطاه إمكانات غير عادية، لأنَّه عاش في وئامٍ مع الله العليِّ. ولكن عندما أخطأ آدم، أدرك التَّأثير المدمِّر للموت الرُّوحي على حياتِه لأنَّه طُرِدَ من محضرِ الله. هذه هي الحالة التي نعيش فيها جميعًا حتى نسمعَ رسالة كلمة الله ونقبل يسوعَ كمخلِّصٍ لنا. أولئك الذين وُلدوا من جديد في المسيح يجب ألَّا يقبلوا بحياة ندرةٍ أو حياةٍ مليئةٍ بالألم أبداً.

كان لدى آدم إمكاناتٍ بارزة؛ والخالق أوقفَ جميع الحيوانات في موكبٍ أمامه ليتمّ تسميتها. لم تكن خسارة بسيطة ما تسبَّب فيه الفعل الكارثي للرَّجل الأوَّل للبشرية. ولكنَّها ليست أكبر من خسارة الذين يرفضون المَسيح، لأنَّهم لا يفقدون علاقتهم مع الله فحَسب، بل يستمرُّون في العيش تحت ضرباتِ الأرواح المُخادعة.

يجب أن يكون المسيحيُّون أكثر نشاطًا في الإيمان وعاملين بالحق؛ بالنِّهاية ما فقدناه في آدم رُدَّ في الخلاص. لا يوجد سببٌ يدفعنا إلى إدانة أبينا الأوَّل لخطئه، لأنَّ يسوع أبطلَ كلَ المعاناة التي فُرِضت علينا نتيجة ذلك التمرُّد الأوَّل. الآن، أيُّ شخصٍ في المَسيح هو خليقة جديدة، والأشياء العتيقة قد مضَت، هوذا الكلُّ قد صارَ جديداً (كورنثوس الثانية17:5). نحن برُّ الله في المَسيح.

لذلك، عندما يسكنُ الربُّ في قلبك، فإنَّ القدرة على سماعِ صوته والاستجابة له ستقودك إلى التصرُّف بشكلٍ مختلف عن الشَّخص الذي لم يُدرك بعد أنَّه يُمكنه استغلال هذه الفرصة لاستعادة علاقته مع القدير. لقد أُلغِيَتْ الإدانة التي صدرت ضدَّك وسُمِّرت على الصَّليب (كولوسي14:2). لديك "عنوانٌ" جديد وواضحٌ اليوم، لذلك يمكنك تلقي الرُّوح القدس الرَّائع.

إنَّ الله هو الذي يعمل في مشيئتك. عندما تلتَفِت إلى كلمتهِ، فإنَّه يضع فيك رغبة، مهما كانت صغيرة، تنمو بداخلك. وعندما تحيا بالإيمان، تُدرك أنَّه يقوم بالعمل فيك أيضًا. هذا يعني أن أحلامَك التي وهبَها الله لك سوف تتحقَّق. كل ما يحتاجه الأمرُ هو الحصول على وصاياه وحفظها كي يحبَّك الآب؛ في الواقع، سيفعلُ يسوعُ الشَّيء نفسه وسيُظهر ذاته لك أيضًا. لذا، ماذا تقول عن ذلك؟

في نفس الوقت الذي يعملُ فيه الربُّ فيك حسَب مشيئته، يوضِّح لك كيفيَّة تحقيق هذه الإرادة. الإيمان الذي أُعطيتَ إيَّاه له هذه القوَّة، ومن خلال هذا الإيمان، يعملُ الله أيضًا فيك ليفعله. بالنَّتيجة من خلال الإيمان- الذي يُشبه فعل البرّ- يُمكنك أن تشهد تحقّق الوَعد. كُنْ واحصل على كلِّ ما يُخبرك الله أن يكون ويتحقَّقَ في حياتك.

هذه هي الطريقة التي تكتشِف بها إرادة الآب الصَّالحة ويتمّ تمكينك من تحقيقها. من الآن فصاعدًا، ادعو وحاربْ دون خوفٍ واحصل على كلِّ ما يمنحك إيَّاه العليُّ. عندما يغرس في حياتك بذرةَ إنجازٍ عظيم، فلا تحتقرها. كلُّ ما يكشفه لك القديرُ هو ما يريد أن يعطيك إيّاه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز