-
-
وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ (عبرانيين39:10)
التَّعليماتُ واضحةً: أولئك الذين يَتراجعون عن الإيمانِ يُغضِبون الربَّ تمامًا. لذلك، حتى عندما تقول الظُّروف أنَّك ستفشلُ، لا تتراجع أبدًا؛ خلافَ ذلك، سوف تعاني من العواقبِ. في المَجال الرُّوحي، يَعَدُّ التَّراجع عن القتال أو الهروب من العدوِّ أو ببساطةٍ الفشلَ في مواجهة قوى الشَّر بمثابة بيانٍ بأنَّك لا تثق بالله.
كانَ سِبط أفرايم مأهولًا من قِبل العليِّ، ولكن عندما حانَ وقتُ المَعركة، أخذَهم الخوفُ وتراجَعوا (مزمور9:78). كم من الوقت استغرقه اللهُ في إعدادِهم لتلك المعركة، وما هي الأسلحة التي وضعَها في تلك المجموعة من الرِّجال الإسرائيليين، وما فكَّر في أن يفعله لشعبِه لن نعرفَه إلَّا في الأبديَّة. ولكنَّهم أساؤوا تمامًا إلى المُحارب العظيم الذي لا يُقهَر في جميعِ معاركهِ.
لو لم يَستسلم الإسرائيليُّون، لكانت قصَّتهم مختلفة. ولكن لأنَّهم لم يثِقوا بالله، فقد وردَ في الكتاب المقدَّس أنَّهم اتَّخذوا أسوأ قرارٍ ممكنٍ. لو كانوا شجعانًا وانتصَروا بالسِّلاح الذي منحَهم إيَّاه الربُّ، لكانوا بالتَّأكيد قد حصَلوا على مكافأةٍ كبيرةٍ. أسوأ قرارٍ هو التَّفكير في أنَّ العدوَّ سينتصرُ، لأنَّه يشبه القولَ بأنَّه قادر على هزيمة الربِّ أيضًا.
أولئك الذين يتراجعون لا يُرضون الآبَ. سوف يُعانون إلى الأبد. تخيَّلوا لو صدرَ قانونٌ يَقضي بأنَّ كلَّ من انسحبَ من المعركةِ سيُقيَّد بشجرة لمدَّة خمسين عاماً! سيتجنَّب الجميعُ هذا الموقف بأيِّ ثمنٍ، أليس كذلك؟ بالمُقارنة مع المعاناة الأبديَّة، فإنَّ هذه العقوبة مثل قطرةِ ماءٍ، وكلُّ قطرات الماء التي تتكوَّن منها جميعُ المُحيطات لا تُعادل الدَّينونة الأبديَّة.
حقيقة الأمر هي أنَّ التَّراجع أو التَّقدُّم إلى الأمام هو مسألة ثقة أو عدم ثقة في الربِّ. أولئك الذين يَتراجعون لا يثقون في العليِّ حتى الآن، ولهذا السَّبب فإنَّهم يقبلون بما يضعهُ الشَّيطان أمامَهم. الآن، هو بارعٌ في رسمِ صورة رهيبة وإقناع أولئك الذين يتزعزع إيمانُهم. ربِحَ يسوعُ كلّ معاركنا بذبيحته الكفارية. والآن الأمرُ متروكٌ لنا لنحاربَ وننالَ النَّصر الأكيد.
لا تُحزن قلبَ الله بسببِ مواقفك بغضِّ النَّظر عن التَّهديدات التي تواجِهها؛ الأمثلة المذكورة في الكتاب المقدَّس موجودة لتقوية إيماننا. لذلك، لا تَدع الخوفَ من الفشل يسيطرُ عليك أبدًا، لأنَّه إذا كان الربُّ يقود خطواتك، فليس هناك أدنى فرصة للهزيمة. الشَّيطان يعرف ذلك ولهذا يكذب بشدَّةٍ.
يجب أن تحفظ روحك للأبدية، لذلك لا تقل أبدًا أنَّك لا تستطيع أو لن تكون قادرًا على إنجاز شيءٍ ما، وإلَّا فهذا يعني أنَّك اتَّخذت قرارًا متهوّرًا. كجنديٍّ حقيقيٍّ للصَّليب، واصل السَّير بحزمٍ حتى تنتهي من معاركِك. وستسمع ذاتَ يومٍ من شفتي يسوع: ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ (متى34:25).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز