اَلْمُحْتَقِرُ صَاحِبَهُ هُوَ نَاقِصُ الْفَهْمِ، أَمَّا ذُو الْفَهْمِ فَيَسْكُتُ (أمثال12:11).

إنَّ الذي يعيشُ في مَحضرِ الله لا يَسمح لنفسِه أن ينخدعَ بمظهرِ النَّاس وممارساتِهم. نحنُ نعلم أنَّ العالم تحتَ سيطرة الشِّرير (يوحنا الأولى19:5)، ولهذا فإنَّ الذين لم يتحوّلوا بعد هم تحتَ سيطرة روح الخطأ. إنَّ مسحة الربِّ المُعطاة لنا تحمل معَها القدرةَ على تحريرِ الخطاة. ولكن من الضَّروري أن تكون لدينا الحِكمة الإلهيَّة المُقدمَّة لنا من خلال إعلان الكلمة.

حتى لو كانت الخطيئة فظَّة جدَّاً، تذكَّر أنَّك تقف أمامَ شخصٍ مساوٍ لك، ولهذا فهو أو هي يستحقُّ الاحترام. وعلى الرُّغم من أنَّك لا توافق على موقفِه، تحلَّى بالصَّبر. يجب أن تدرك أنَّ الرِّسالة الإلهيَّة يجب أن تنتقِل بالمحبَّة. عندما يُلاحظ شخصٌ ما أنَّه يُعامَل باحترامٍ، فإنَّه يحترم ذلك الشَّخص الذي يقدِّم الاعتبارَ له. إنَّ أذيَّة شخصٍ مُخطئ يُمكن أن يُغلِق بابَ السَّماء أمام ذلك الشَّخص إلى الأبد.

يُمكِن للازدراء أن يَختم المَصير الخاطِئ للإنسان؛ في هذه الحالة، يُمكن أن تكون أنتَ الشَّخص المسؤول عن ذلك. كم من النَّاس اليوم يعبدون الربَّ بالرُّوح والحقّ، لكنّ العدوَّ استخدمهم مرَّاتٍ عديدة؟ ومع ذلك، لم يتمّ تجاهلهم، وهكذا، كانوا قادرين على الاستماعِ إلى كلمة الله وتغييرِ أنفسِهم. أولئك الذين يحتقرون الآخرين أو يؤذونهم بكلماتِهم يخضعون لأوامر الشَّيطان.

استفِد من هذه اللَّحظة وامنح الفرصةَ للشَّخص المُخطئ كي يفكِّرَ بوضوحٍ من أجلِ إدراك الخطأ الذي فعَله مهما كان الجُرح الذي سبَّبه لكَ كبيراً. الحقيقة هي أنَّه لا يُمكن لأحدٍ أن يؤذي الشَّخص القويَّ في الإيمان ولا يُمكنه أن يفعلَ الشَّر للَّذين هم في مَحضرِ العليِّ. لا يُمكننا الخلطُ بين الدِّين والحقّ. لذا كُن حازماً عند توبيخ شخصٍ ما. لكن إذا أدركتَ أنَّه أخطأ وتاب، فعليك أن تصفح له.

إنَّ الذي يُخطئ هو في يدِ الشَّيطان، ولهذا لا يُمكننا التَّقليل من شأنِ هذا الشَّخص، لأنَّ الربَّ أرسَلنا لطردِ الأرواح الشِّريرة بقوَّة. إذا أغلقنا البابَ أمام هذا الشَّخص، فهل نقومُ بعملِ الله؟ لذلك، لا تضلِّوا عمّا هو مكتوبٌ في الكتاب المُقدَّس أبداً. أعظم مثالٍ لك هو الذي أعطاه يسوع، فعلى الرُّغم من تعرُّضه للإهانة والصَّلب، لكنَّه تشفَّع من أجل معذبيِه.

يُعطينا الله الحكمة حتى نُعامل كلَّ النَّاس بكرامةٍ. والمؤمن وحدَه القادر على تحرير المَظلوم. مسؤوليتنا كبيرة جدَّاً. وفرصة القيام بما هو حسنٌ أكبرُ بكثيرٍ. لذلك لا تخرج كلمة إدانة من فمِك، بل كلمات تقود الضَّالين إلى المُخلِّص فقط. تذكَّر الموجودين في سِجنِ الشَّيطان وضرورة زيارتِهم وإطلاق سراحِهم.

لا تسمح لحُجَجِك بأن تقودك، بل اسمح للآب أن يستخدمك. ما تعتقد أنَّه نافعٌ وتستخدمه بُغية إفادة قريبِك، يُمكن أن يُسيء لخططِ العليِّ. لذلك اطلب من الرَّب الإرشاد في كلِّ موقف، ثمَّ تحدَّث بحسب الكتاب المقدَّس فقط. أفضلُ مساعدةٍ يُمكن أن تقدِّمها لشخصٍ ما هي كلمة الله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز