-
-
«آثَامُكُمْ عَكَسَتْ هذِهِ، وَخَطَايَاكُمْ مَنَعَتِ الْخَيْرَ عَنْكُمْ. (ارميا25:5)
الشَّخصُ الذي يبحثُ عن سببِ آلامهِ بأمانةٍ سيجدُ في كلمة الربِّ أنَّ طريقته في الكلام والتَّفكير والعمل تمنح الشَّيطان الظَّرف المناسب لقمعِه. ليس من الصَّواب الاعتقاد بأنَّك يجب أن تتألَّم كي تُنفِّذ غرضاً ما لله، لأنَّ الشِّرير وحده هو الذي يهلك ويقتل ويسرق (يوحنا 10: 10 أ). يأتي الشَّيطان بأكاذيبهِ ليبعدك عن إلهِك وخالقِك منذُ أن جرَّب حوَّاء، وهكذا يقوم بعملِه المُهلك.
إذا لم تكنس غرفتك للبحث عن العملة التي فقدتها، مثل السَّيدة التي تحدَّث عنها يسوع (لوقا 15: 8)، فسوف تستمرّ في الصَّوم طالباً من العليِّ أن يحرِّرك من شرورك ولا يتمّ الرَّدُ عليك. لكن عندما تفهم الرِّسالة الواردة في الكتاب المُقدَّس عن أخطائك وتتوب عنها، ستنجو من فخِّ العدوِّ. بهذه الطريقة فقط ستكون حرًّا تمامًا، لأنَّ الحرِّية تحدث عندما تعرف الحقّ فقط (يوحنا32:8).
ما أشارَ إليه ارميا عن بيت يهوذا يحدث معنا أيضًا. لقد قبلنا عروضاً وتوصياتٍ من الشِّرير، وتركنا وراءنا كلام الربِّ. الآن، الذي ينحني أمامَ الآثام التي يكشفها العليُّ له، ليس أحمقاً فقط، ولكنّه سيدفع أيضًا ثمنًا باهظًا. يقبلُ الحكيمُ كلام الله عندما يتكلَّم على الفور ويتخلَّى عن السَّير في طرقهِ. من يعرف الحقَّ الإلهيَّ ولا يعمل به لن ينال الغفرانَ.
افحص نفسك ولاحظ ما إذا كنتَ مخلِصًا للشَّخص الذي تلتزم به وتعيش معَه. احترم الربَّ عند التَّعامل مع مشاريعِك ورغباتك وعندما تكون لديك شركة معه. اسعَ لمعرفة مقاصد الآب لحياتِك واجتهِد في تحقيقها. لا تسمح لأيِّ شيءٍ من العدوِّ أن يحكم أفكارك وقراراتك. وهكذا ستختبر معونة الربِّ في كلِّ لحظةٍ.
شيءٌ واحدٌ مؤكَّدٌ: الله القدير والقدُّوس لن يكونَ مع الذين لا يسيرون معه. هل تخيَّلتَ مِقدارَ خسارتك من جرَّاء السَّير بمفردك أو في دروب الشِّرير؟ الشَّخص الذي يرتدي ثياباً نظيفة دائماً لن تصيبه سهامُ الشَّيطان أبداً. ولكن عندما تكون الملابس متَّسخةً، حتى السِّهام التي تُرمى عشوائيًا ستجد هدفها في شخصٍ معيَّنٍ.
ربما لم تفهم هذا، وبالتَّالي يتَّهمك العدوُّ أنَّه يستخدمك لتحقيق أغراضِه. لكن أخطاءك هي فعلُ الإثم والخطيئة، وهي جزءٌ من إجاباتك على اقتراحات الشَّيطان. يجب أن تضعَ حدَّاً لكلِّ الأشياء التي تأتي من الجَحيم. إذا استمرَّيتَ في قبول عروض الشَّر، فستظلّ عنواناً للضَّربات التي يُرسلها الشَّيطان باتِّجاه الذين يطيعونه. كُنْ مسؤولاً ومقدَّساً!
محبَّتك لله ولقريبك، والتَّقوى والقداسة تجعلانك تقترب من الخَير. لذلك، ضَع كلمة الله أمامك وستكون الفضائل نتاج إيمانك. تذكَّر أنَّ الذين يملكون قلبًا نقيًا وحدهم يعاينون الآبَ. حان الوقتُ للتَّغيير إلى الأبد، والتَّخلي عمَّا يخبرك العدوُّ كي تفعله، وسيكون العليُّ معك دائماً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز