-
-
وَلكِنْ يَاهُو لَمْ يَتَحَفَّظْ لِلسُّلُوكِ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. (ملوك الثاني31:10)
كانَ ياهو قائداً في جيشِ إسرائيل معروفًا بسرعتِه. لم يكنْ شخصاً غيرَ مسؤولٍ بل في عجلةٍ من أمرِه لتنفيذِ المهمَّة الموكلة إليهِ بالشَّكل الصَّحيح. قال النَّبي أليشع ذاتَ يومٍ لنبيٍّ شاب أن يمسَح ياهو ملِكاً على إسرائيل. لم يَكُنْ لدى هذا القائد نيَّة في أن يكون ملكًا، لكنَّه لم يؤجِّل ذلك كجنديٍّ لله، ولم يتهاوَن بمجرَّد تلقّي دعوتهِ، وكان مُخلِصًا للأمرِ الذي تلقَّاه.
لقد فعلَ كلَّ شيءٍ بشكلٍ مثاليٍّ تقريبًا: ولم يأخذ في الاعتبارِ خطيئة يربُعام الثَّقيلة، كأوَّل من حَكمَ مملكة الشّمال، التي تُسمَّى إسرائيل الآن. أخطأ هذا الملكُ ممَّا دفعَ العليَّ على الحُكم عليهِ وإدانتِه. أراد الربُّ أن يجعلَ من يربُعام داود آخر، لكنَّ ابن نباط لم يفهم ذلك. حدثَ الشَّيء نفسَه لياهو، الذي لم يحطِّم العجول الذَّهبية لسببٍ غير مفهوم.
يجب أن يلتزمَ البحثَ عن سببِ استبدال سلَفهِ كلُّ من يتولَّى منصباً في العمل الإلهيِّ. ولكنَّ ياهو، الذي نفَّذ جميع وصايا الربِّ تقريبًا، من خلال تدمير منزل آخآب وإبادة عبادة البعلِ، لكنَّه لم يبتعد عن إثم يربُعام. لهذا سمِعَ ياهو أنَّ الله سيُكرمَ نسلَه حتى الجيلِ الرَّابع فقط. (2ملوك12:15).
سَمحَ العليُّ لأربعةِ أجيالٍ فقط من نسلِ ياهو بالحكم على إسرائيل بسببِ صلاحِه. ولكنَّ أولاده لم يطلبوا معونة الله الكلِّي الرَّحمة، فتحققت النُّبوءة بشأنِ بيت ياهو. كان يهوآحاز هو الأوَّل وحكمَ لمدَّة 17 سنة، ثمَّ حكمَ ابنُه يهوآش 16 سنة. بعده، ملكَ يربُعام الثَّاني 41 عامًا، وملكَ ابنُه زكريا ستة أشهرٍ.
إنَّ قصَّة الذين يَعصونَ الربَّ حزينة دائمًا ومصيرَهم كذلك أيضاً. لم يوجد ملكٌ واحدٌ في إسرائيل، قد احترمَ العليَّ حقاً. ربَّما نرى هذا في أماكن كثيرة؛ فالذين يحتالون لا يبقون في بيت الله كالعادة. هذا درسٌ يناسبُ الجميعَ، لأنَّ أجرة الخطية هي الموت- الانفصالُ عن الله- والعطيَّة الإلهيَّة هي الحياة الأبدية (رومية23:6).
كان يجب أن تعرف أجيالُ ياهو الأربعة أنَّ سلوكَه السَّيئ تسبَّب في توبيخِه وفقدان البركة ليكونَ داود آخر أيضًا. إضافة إلى هذا، لم يطلبوا العليَّ من كلِّ قلوبِهم. انتبِه! من يخطئ ويصمت يُحكَم عليه بالعذابِ الأبدي؛ بالنِّهاية لا مغفرة دون توبة.
أمرٌ هامّ أن تنتبه إلى كلِّ تفاصيل وصايا الله المدوَّنة في الكتاب المقدَّس، كي يتمِّمها شعبُه دون إثمٍ. سيكون حسناً الآن إذا فكَّرتَ وتذكَّرتَ أي خطأ- صغير أو كبير- ابحث عن الشَّخص الذي آذيته وأصلح الأمرَ معهُ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز