-
-
فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ: «هذَا هُوَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ! وَلِذلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ» (متى2:14)
النَّاسُ الَّذين لا يخدمون الله يفعلون هذا لأنَّهم لا يفهمون الكلمة بشكلٍ كاملٍ. فلو كان لديهم تمييزٌ للحقِّ، فإنَّهم سيتبعون يسوع ويبدؤون في خدمته. الحقُّ لا يؤذي أحداً، لأنَّه ليسَ قائمة من الوصايا التي وضعَها الإنسان، ولكنَّ الحقيقة هي وصايا أعطانا إيَّاها الخالق كي نحفظها من أجل خيرِنا. تحقيقًا لِما يُخبرنا الكتاب المقدَّس بهِ، نتحرَّرُ من الأفعال الشِّريرةِ.
يشكِّل أفرادٌ مِثل هيرودس خطرًا على البشريَّة لأنَّه يتَّخذ قراراتٍ تؤدي إلى خسارة فادحة للكثيرين في حالِ استفزازه. يصبحُ البعضُ متعصِّبًا، وعلى الرُّغم من أنَّنا نحاول جاهدين، إلَّا أنَّنا لا نستطيع زحزحَتهم عن مواقفهم العنيدةِ. أسوأ شيءٍ يمكنُ أن يحدثَ لأيِّ شخصٍ هو عدم فهم الخطة الإلهيَّة والاستمرار في اتِّباع السَّادة الذين لا يعرفون شيئًا عن الربّ.
حكمَ هيرودسُ منطقة عظيمة، وكانت له سلطة مطلقة في منطقتِه، وكانَ يخشى من يوحنا المعمدان عالماً أنَّه رجلٌ صالحٌ ومقدَّسٌ، لكنَّه اعتقله وحافظ عليه. وكان يفرح عندما يستمع إلى يوحنا، ويصيرُ في حيرةٍ من أمرهِ. لكنَّه وعَدَ ابنة هيروديا، زوجة أخيه الذي كان يعيش معه، أن يُعطيها حتى نصف مملكتِه. فاستجاب لها بتقديم رأس يوحنا (متى 14: 6-11).
يُظهِر سياسيُّون كثيرون أنَّهم يحبُّون شعبَ الله، بل ويُدعى بعضُهم للتكلُّم. وعندما يقومون بزيارتنا، فإنَّهم يتصرَّفون كمسيحيين حقيقيين، لكن يومًا ما، إذا كان لديهم أيُّ اهتمام مشبوهٍ أو شخصي، فلن يفكِّروا مرَّتين قبل إلحاق الأذى بنا. «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ (إرميا 17: 5). يجب أن يثقَ ابنُ العليِّ بالربِّ فقط.
ما الفائدة من ذهول هيرودس من جرَّاء التَّفسيرات الحقيقيَّة التي قدَّمها يوحنا المَعمدان؟ يُمكن أن يتكرَّر موقف هذا الرَّجل الشِّرير من قبل أيِّ شخصٍ لم يدخل من الباب الضَّيق. لذلك، لا تثق في الشَّخص الذي لم يَخلص بعد ولا يعيش في شركةٍ مع الآب. مَن لم يلتزم بالإيمان بيسوع يمكن أن يستخدمه العدوُّ لتحقيق خططِه القذرة. ابقَ متيقظًا وصلّ دائمًا!
نحن نعرف أناسًا خدموا الربَّ كما يبدو، لكن لأسبابٍ غير معروفة، ابتعدوا عن الإيمان وأذعنوا للأرواح الشِّريرة، وألحقوا ضررًا كبيرًا بالإيمان. وصاروا خبراء في الكذب، لأنَّ ضميرهم قد اكتوى إذ تأثروا بتعاليم الشَّياطين. وعلى الرُّغم من أنَّهم يتعرَّضون للخطر، لكنَّهم لا يستيقظون للتَّوبة.
بعضُ المجانين من أهل الحقِّ يحرِّمون الزَّواج، ويعتبرونه مجرَّد أمر شكلي، وبالتَّالي لا داعي له. يطلب آخرون الامتناع عن الطعام الذي خلقه الله ليُؤكل بالشُّكر. (1 تي 4: 1-4). في النِّهاية، القائمة مليئة بالأشياء التي تجعل الكثيرين ينحرفون عن مساراتٍ ليستْ كتابيَّة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز