-
-
كَذلِكَ طَرِيقُ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ. أَكَلَتْ وَمَسَحَتْ فَمَهَا وَقَالَتْ: «مَا عَمِلْتُ إِثْمًا!». (أمثال20:30)
ما يدورُ في قلبِ الإنسان أثناء التَّجربة مهمّ جدًا. فإن قاومَ ولم يقبل الفِعل المُنكر، فلا لومَ عليه بشأن العرضِ الذي قُدِّم له. ولكن إذا أحبّ ذلك، وقبِل التَّجربة بالرُّغم من شهادة الكلمة والرُّوح القدس، فعليه التَّوبة حالاً، تفصلنا الخطية عن الله بحسبِ الكتاب المقدَّس (إشعياء 59: 2) وتضعنا تحت سلطان الشِّرير.
في كثيرٍ من الأحيانِ، يُلقى أبناءُ العليِّ في أتون الضِّيق (إشعياء10:48)، لكي يخرجوا بمزيدٍ من الخبرة ويكونوا مستعدِّين لمساعدة الذين لم يتعلَّموا كيفيَّة التَّغلب على التَّجربة. وعندما تأتي التَّجربة، فإنَّ الشَّخص لم يُخطئ بعد، وهو غير مسؤولاً عمَّا خطرَ في بالهِ إذا لم يقبل الفكرة الخاطئة. ولا يُمكن للإنسان المؤمن أن يسمح لها بالدُّخول إلى قلبِه؛ يجب أن يقاوم حتى يخرج منتصراً.
يقعُ الكثيرون في الخطيئة، وهو أمرٌ مُحزنٌ للغاية. ثمَّ يختارون أن يكذبوا ويُنكروا ما فعلوه، وبالتَّالي يحتقرون عمل الرُّوح القدس، الذي يبكّتهم على خطيئة وعلى برٍّ وعلى دينونة (يوحنا 16: 8). من كان شجاعاً في ارتكاب الخطأ يجب أن يكون شجاعاً في الاعتراف بذنبهِ. الخطيئة تشبه أسوأ سرطانٍ في الإنسان؛ إذا لم يخضع للفحوصات ويتلقى العلاج المناسب من قَبل الطبيب، فسوف يموت بالتَّأكيد.
كلُّ من لا يُصغي إلى كلام العليِّ يقبل الشَّيطان سيِّداً على حياتِه. ومنذ ذلك الحين، يتعرَّض إلى سلسلةٍ من السَّقطات والمَشاكل والمعاناة التي يمرُّ بها. حتى إذا اعتقدَ الشَّخص ألَّا أحدَ يراه عند ارتكابهِ المُخالفة، فهو في الواقع يفتح البابَ أمامَ القوى الشِّريرة للتصرُّف في حياتهِ. أمّا من يعترف بكلِّ شيء، فينال الرَّحمة (أمثال13:28) والمغفرة، وبالتالي يكون قادراً على الإفلات من الشَّر.
إنَّ الإشارة إلى أنَّك سمحتَ لروحِ الشَّر بالسَّيطرة عليك هي الأحداث السَّيئة التي تحدث في حياتك. والاستخفاف بصوت الله الذي يبكِّتك على الخطأ ويقودك إلى التَّوبة، فهو أسوأ غباءٍ يُمارسه الخاطئُ. لم يكن لديه نفورٌ من السَّرقة أو خيانة شريك الحياة أو إيذاء القريب، وبما أنَّ العدوَّ يُسيطر عليه فهو لا يندم، ولا يأخذ بعين الاعتبار نتيجة أفعالهِ.
كم مرَّةً نظر يهوذا الإسخريوطي إلى يسوع وشعرَ أنَّه لصٌّ (يوحنا 12: 4-6) ترك يهوذا الشَّيطانَ يمتلكه، ولكن بما أنه لم يتُب، فقد هيمنَ العدوّ على هذا الكائن الوضيع وخانَ سيِّده ذاتَ يومٍ (متى26: 14-16، 47-50)! هل شعرتَ من الله أنَّك بحاجة إلى التَّوقف عن ارتكاب أخطائك، لكنَّك استمرَّيت بفعلِ الخطيئة؟ أم كان عليك أن تبحث عن شريكك وتعترف بفشلِك، لكنَّك لم تفعل؟ لا تستبدل سعادتك الأبدية بشيء.
إذا تجاوزتَ وتظاهرتَ بأنَّ شيئًا لم يحدث، حتى لو صلَّيت إلى الله طالبًا المَغفرة، فستكون نهايتك مِثل نهاية يهوذا تماماً، لأنَّ العدالة الإلهيَّة يجب أن تتحقَّق بالكامل. التَّوبة الحقيقية فقط، بالاعتراف، ستُنقذك من الدَّينونة الأبديَّة. هذه أفضل لحظة للعودة إلى محضر الربّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز