-
-
هُوَذَا عَيْنَا السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَى الْمَمْلَكَةِ الْخَاطِئَةِ، وَأُبِيدُهَا عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. غَيْرَ أَنِّي لاَ أُبِيدُ بَيْتَ يَعْقُوبَ تَمَامًا، يَقُولُ الرَّبُّ. (عاموس8:9)
تجاوزت مملكة إسرائيل حدَّ صَبر الربِّ. استخدم الله كلَّ الوسائل ليقود أحباءه إلى الفِطرة السَّليمة، لكنَّهم لم يسمَعوا له. هذا بمثابة تحذيرٍ للَّذين لا يهتمُّون بتحذيرات الكلمة. وذات يومٍ دون أدنى توقُّع، سترى أنَّ القدير قد تخلَّى عنك. وكلُّ ما تبقى هو العذابُ الأبدي. كُنْ حذراً لئلَّا يحدث لك هذا.
إحدى الأخطاء التي يرتكبها كثيرٌ من النَّاس هي عندما يسمحون لأنفسهم بأن ينجرفوا في التَّجربة ظانِّين أنَّهم مميَّزون، ولهذا السَّبب، يقعون في التَّعدي. الآن، من الصَّعب أن تُغفر الخطيئة المتعمَّدة، لأنَّ الشَّخص يعرف ما يفعله. فقط التوبة الحقيقيَّة هي التي تقودك إلى الغُفران. جهاد الشَّخص الذي نال الخلاص مستمرٌ ضدَّ المصائدِ الخبيثة. ولكن إذا كان ينتمي حقًا إلى الله، فسوف يرى مخرجًا في الكتاب المقدَّس وسيستفيد منه.
الشُّعور الزَّائف بالأمان خطرٌ على المسيحي الذي يفتقر إلى المُحاكمة السَّليمة. يبدو أنَّه كالشَّخص الذي يكدّس الأشياء، فتهتزُّ كومته في كلِّ مرَّة يضيف شيئًا إليها. وتنهارُ مع مرور الوقت. هكذا هو الذي أضاف إلى حياته القليل من الخطيئة ولا يعتقد أنَّ شيئاً سيحدث له؛ ولكن، سيأتي وقتٌ ينهار فيه كلِّ شيء.
شعرَ الشَّعب بالأمان قبل انهيار اسرائيل. كافح كلٌّ من عاموس وهوشع من أجل عدم حدوث ذلك. لكنَّ الاسباط العشرة لم تتغيَّر للأسف. لقد أعماهم الازدهار في تلك الأيام لدرجة أنَّهم لم يروا شيئًا خاطئاً في العجول الذهبية التي صنعها يرُبعام. وبالمثل يوجد اليوم من لا يعتقد أنَّ الارتداد عن الإيمانِ أمرٌ خاطئ. الشُّعور الزَّائف بالأمان في الازدهار سيقودهم إلى الهزيمة.
نتصرَّف مثل بني إسرائيل عندما لا نطلب الربَّ حقًا، وهكذا نسعى إلى ما يُمكنه أن يفعله لنا. هذا هو السَّبب في أنَّنا لا نمتحن حتى إجراءاتنا. عندما نشعر أنَّ أفعالنا ليست صَحيحة، فإنَّنا نصلِّي من أجل المغفرة، ولكن بمجرَّد أن نشعر أنَّه قد غُفِر لنا، نعود إلى فِعل الشَّيء نفسه. لقد حذَّرتنا كلمة الله، ولكن يبدو أنَّنا لا نهتمّ بتوجهاته، وبالتالي تنتظرنا نهاية حزينةٌ.
نبوءة عاموس مفيدة جدًا لأيَّامنا، لأنَّ كلَّ من يستسلم للخطيئة سيهلك بالسَّيف. لن يتغيَّر القضاءُ، لكنَّ العليَّ يريد أن يغيِّرنا لئلا نُدان. فقط أولئك الذين يحبُّونه يتخلَّون عن طريقهم الخاطئ. موقفنا من الكلمة سيوجِّه قرارَنا.
عندما يعود يسوع، سيذهب أولئك الذين يفعلون الإثم إلى الدَّينونة الأبديَّة حتماً؛ أمَّا الأتقياء فينالون النَّجاة. لو أتى الربُّ هذا اليوم! فما هو الحكم عليك؟ أنت تعرف ما يجب عليك فعله، أليس كذلك؟ الربُّ يحذِّرك لأنَّه يريد سلامك كي يتحقَّق حلمه فيك. لذلك لا تفشل أبداً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز