-
-
يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِيَّ! كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ (المزمور1:3).
لم يهتزّ قلبُ داود على الرُّغم من كثرة خصومِهِ. تمامًا مِثل الملك، يجب على أبناء الله أن يتقوّوا في كلمة الربِّ، حتى لا يتَّخذوا أيَّ قرارٍ عندما تأتي التَّجربة، من شأنهِ أن يجلبَ العارَ إلى اسمِ السَّيد. تذكَّر: لقد دعاكَ لتكون جزءًا من مجموعةِ شهود الحقّ الذين وزّعَهم في جميع أنحاءِ العالم.
لو لم يكن الله مع داود، لكان عدوٌّ واحدٌ كافيًا لإنهاء حياتهِ. لهذا كان يعتقد أنَّه إذا قاتل ضدَّ شخصٍ واحدٍ أو جمهور، فإنَّ الربَّ سيعتني بهِ. كلُّ من يحفظه العليُّ بأمانٍ يجب ألَّا يخافَ من تهديدات العدوِّ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ (مزمور 91: 7).
يجب أن نبتهِجَ أثناء الاضطهاد: طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِين (متى11:5). الشَّخص الذي يمرُّ بهذه الظروف بسببِ البرِّ يجب أن يفرحَ. أمَّا الذي يُعارض الإيمان بالمسيح فيقِف ضدَّ خدام الله. ولكن في الوقت نفسِه، هناك ملايين الأشخاص الذين يحبُّونهم، ويصلُّون من أجل حياتهِم. لن ينجحَ شيءٌ يحاوله العدوُّ ضدَّ مختاري الربِّ.
إنَّ الجُبناء أو الخجولين ييأسون من تهديداتِ الشَّيطان، لكِنَّ الذين يؤمنون بالله يفرحون. يجب أن نثقَ دائمًا في الذي لم ينكر كلمتِه ولم يفشل في تحقيقِ ما نطقت به شفتيهِ. سيفعل الربُّ كلَّ ما هو ضروريٌّ لئلَّا تفشل خطته أو تتعثَّر. بالنَّتيجة، إحدى البركات التي يمنحها لنا الإيمان بيسوع هي الجُرأة.
في الآية 6 من المزمور 3، أكَّد داودُ أنَّه ليس خائفًا، حتى لو وقفَ ضَّده عشرات الآلاف. إنَّ الله الذي نخدمه لن يتركنا أبدًا، لأنَّه الربّ في كلِّ المواقف. في أوقاتِ الاضطهاد، الشَّيء الصَّحيح الذي يجب فِعله هو أن نمنحَه السَّيطرة على عملِه وعلى حياتِنا وراحتِنا. كلُّ ما تقرِّره الإرادة الإلهيَّة، سيحدث في حياة الذين يخدمونه.
موقفك أمام خصومك مهمٌّ جدًّا، لأنَّك إذا أصبحتَ يائِسًا، فلن يكون لديك الظَّرف المناسب لتثقَ في الربّ، وبالتَّالي لن تسمعَه بعدَ الآن. قرارك يوضِّح نوع إيمانك. لابدَّ أن يكون ابنُ الله جريئاً كالأسدِ!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز