-
-
وَلكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ الْكَامِلَ الَّذِي اتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. (لوقا22:11)
لقد أصبحَ تاريخُ البشريَّة حزينًا للغاية منذُ اليومَ الذي امتلَكه الشَّيطان بين يديِه. إذ هزمَ آدم، هذا الكائنُ السَّاقط، الذي بدأ يتصرَّف كعبدٍ له (رومية12:5). لا شيءَ يُمكن أن يكونَ أسوأ من أن يُرشدك ويُوجِّهك شخصٌ يريد أن يرى القذارة والدَّمار والمعاناة فقط. شيءٌ يجب القيام بهِ، أو خطّة الله الكاملة، بشأن ما أوصلَنا إلى هذا الواقع، وإلاَّ سيكونُ كلّ شيءٍ بلا معنى.
لقد تمَّ اقتيادنا بروح الخطأ، وبالتَّالي لم نتمكَّن من ممارسة البرِّ (أف 2: 1-3). حدث هذا لجميع النَّاس، لأنَّ البذرة الشرِّيرة كانت بداخلهم، ممَّا قادهم إلى التمرُّد. فقط أولئك الذين سمِعوا لكلمة الربِّ يُمكنهم أن يتحرَّروا من أخطائهم مباشرةً وينالوا البركات الإلهيَّة. حتى أولئك الذين تصرَّفوا بشكلٍ صائبٍ في معظم الأوقات لم يَخلصوا بعد.
مارسَ الشَّيطانُ سلطته على الإنسان كسيِّدٍ قاسٍ، فلم يدَعْ شيئًا يفلِت منه. سيطرَت إرادته الشِّريرة، مع أنَّ الإنسان لم يَرغب في طاعتِه. شعرَ النَّاسُ في جميع الأمم بالحاجة إلى الاقتراب من الله، لكنَّ محاولاتهم لم تنجح، لأنَّهم اقتيدوا إلى عبادة الأصنام وغيرها من الطُّرق التي لا تحترم الخالِق (غلاطية 4: 8). وهكذا ببساطةٍ لا يُمكن أن يكونوا أحراراً.
كان من الضَّروري هزيمة العدوِّ بالبرِّ، ولكن كيف يتمّ ذلك، لأنَّه ليس هناك بارٌّ واحد؟ (رومية10:3). لذلك، أرسلَ الآبُ ابنه الوحيد ليأخذ مكاننا (يوحنا16:3؛ غلاطية13:3). لقد جاء كبديلٍ وسيِّدٍ لنا في نفس الوقت. كان بداية العمل ليُعيد الإنسانَ إلى الآب الأبديّ. تجلَّى سقوط البشرية وتعافيها في رحلة وعودة الابن الضَّال إلى أبيهِ (لوقا 15: 11-32).
تمَّ التَّخطيط لمجيء يسوع بعنايةٍ. كلُّ ما قاله وفعله هو مشيئة الآب (يوحنا30:5)؛ وهكذا علَّمنا كيف نتقدَّم في كلِّ شيء. إذا احتقرنا مثال المُخلِّص، فسوف نتجاهل شيئًا لن يمنحَنا النَّجاح فحَسب، بل سيَمنعنا أيضًا من "تحطيم الصُّخور" لتمهيد الطريق. احفظ أقوالَ ابن الله وأفعاله؛ وهكذا يستنيرُ قلبك.
أنهى المسيحُ امتيازات الشَّيطان في السَّيطرة علينا من خلال آلامهِ (كولوسي 2:14، 15). لم يهزم الربُّ العدوَّ كما لو كانا في مباراة للمُصارعة! الحقيقة هي أنَّ قوَّة الشَّيطان ليست ذات أهميّة أمام الله. كان انتصار يسوع ساحقاً. لقد حملَ كلِّ أنواع الآلام التي سيختبرها الإنسان، جسديًا وروحيًا. لذلك نصرة الربِّ لنا.
فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا (يوحنا36:8). إنَّ مجدَ الله هو أن يجعلك حرَّاً بالكامل لكي تعيشَ كما هو مخطَّط لكَ منذ البداية؛ في شركةٍ كاملة معهُ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز